TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > المدى ....ينبغي أن تستمر!

المدى ....ينبغي أن تستمر!

نشر في: 4 أغسطس, 2021: 10:52 م

 جمال العتابي

قبل ان تكون جريدة، كنت أنتظر وجه(المدى) الأنيق، بعد ان تسربت لي المعلومة ان مجلة بهذا العنوان صدرت في الشام أعوام التسعينات، كانت دهشتي لا توصف، حين استطاع احد الاصدقاء، بمغامرة ذكية، من تهريب اعدادٍ منها إلى الداخل، مع مجلة (النهج)، كدت أطير بلا خوف، ولاحذر، وانا أتصفح الاعداد، وكأني في ليلة عيد،

منذ ذلك التاريخ، وأنا اتابع نشاطات (المدى)، وهي تحمل لنا الزهر عبر حقائب السفر، لأول وهلة، كنت أتأمل ذلك التشكيل المدهش لترويسة(المدى)، هذا التكوين والإنسيابية في امتداد الحروف، في نهاياتها، وتكوراتها، مثل أم تحنو على طفلها الرضيع، بإنسجام ووحدة، في كتلةمتينة راسخة ممتدة في عمق الوعي الجمالي للحرف.

وفي أول الخطوات ، بعد أن دخل الغزاة جلودنا، وإحتشدوا على أبوابنا، إلتقت نخبة من الصحفيين والمثقفين، بعضهم عاد تواً الى بلده العراق بعد عقود من النفي والإغتراب، وفي المقدمة مؤسس المشروع فخري كريم، لمناقشةإصدار (المدى) كجريدة في بغداد، كنت حاضراً ومساهماً في الآراء والأفكار والمقترحات، التي وضعت الأسس لمنهج الجريدة، وتوجهاته السياسية والفكرية والثقافية، وعلى الرغم من انني لم أكن ضمن هيأة التحرير، لتكليفي بمهمة ادارية في وزارة الثقافة، إلا انني لم انقطع عن الكتابة في صفحاتها، والمشاركة في أغلب فعالياتها ونشاطاتها الثقافية، منذ صدورها الأول ولغاية الوقت الحاضر.

كانت الجريدة وما تزال أمينة على نهجها المهني، والسياسي، والثقافي، ملتزمة بإستقلاليتها، غير منحازة، لحزب أوجهة سياسية، لكنها منحازة للبناء والتقدم، وحرية الإنسان، تقف الى جانب العدالة الاجتماعية، في المجتمع العراقي، موقفها ثابت في مناصرة الشعوب ضد الظلم والقهر والإستلاب، والفساد والخراب، ان منهجاً بهذا الوضوح، لا يمضي نحو تحقيق غاياته النبيلة، دون ان ينال منه الخصوم، بين الحين والآخر، في الإتهام والتشهير، لنهج الجريدة، أو لكادرها، ربما يكمن السبب في نجاح الجريدة، أن تحتل الموقع المتقدم بين الصحف العراقية، وما تزال دون تراجع.

لذلك أقول ان أية محاولة، لإيقاف المشروع، ومن أيةجهة كانت، ولأسباب مبهمة، يعني خسارة كبيرة لتجربة ثرية، متوهجة، عميقة الأثر، كبيرة المغزى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

السِّجن السّياسيّ: المطبِق وبيت البراغيث إلى قصر النّهاية وصيدنايا

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: أهلا بكم في الديمقراطية العراقية

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

قناطر: تحت طائرة بلنكين

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

 علي حسين كعادتي كل صباح اقرأ عمود الكاتب الصحفي سمير عطا الله في الشرق الأوسط، وهو يجمع بين السياسة والأدب والفلسفة ، وفي عموده قبل يومين تناول موضوعة القادة الذين يتوهون ان عقولهم...
علي حسين

كلاكيت: ترامب في معاركه مع السينمائيين

 علاء المفرجي مرة أخرى، يُجدّد الأميركيون انتخابهم دونالد ترامب. ومرّة أخرى تحظى الانتخابات الأميركية بمثل هذا الاهتمام العالمي، لأسباب عدّة، لعل في مقدّمتها انسحاب المنافس الرئيس لترامب، جو بايدن، والانسحاب كان لصالح نائبته...
علاء المفرجي

احمد الشرع..بمنظور علم نفس الشخصية

د. قاسم حسين صالح تنويههذه المقالة، او الدراسة، لا علاقة لها بالسياسة، انما هي سيكولوجية خالصة تدخل ضمن تخصص في علم النفس بعنوان (علم نفس الشخصية Psychology of Personality)..تهدف الى تقديم حالة واقعية في...
د.قاسم حسين صالح

" البعث" بدِمشق وبَغْداد.. غساسنة ومناذرة

رشيد الخيون بعد إزاحة "البعث" في 9 أبريل 2003 مِن سدة السُّلطة ببغداد؛ ظل جناحه السُّوريّ قائماً بدِمشق حتَّى 8 ديسمبر 2024، يحكمها على قلق، حتى انتهى بعد 61 عاماً. كان الأسد يعرف النتيجة،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram