اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > هل ينفع الاغتيال كوسيلة سياسية؟

هل ينفع الاغتيال كوسيلة سياسية؟

نشر في: 8 يونيو, 2010: 04:23 م

الكتاب: الاغتيال..تاريخ القتل السياسيتأليف: ليندزي بورترترجمة: هاجر العاني كما هو تقبيل الأطفال في الحملة الانتخابية فـإن الاغتيال عبارة عن وسيلة سياسية لا تبطل موضتها.. كما يوضح كتاب (ليندزي بورتر) المثير، اذ انه يقدم نظرة شاملة عن القتل منذ القدم وحتى يومنا هذا ويسعى الى فهم الاغتيال ليس بصفته عملاً سياسياً
وحسب وانما ثقافياً ايضاً.بدءاً بمقتل (يوليوس قيصر) عام (44 ق.م) تركز (بورتر) على ثمانية اغتيالات (بما فيها اغتيالات (توماس بيكيت) و(فرانز فرديناند) و(ايميليو زاباتا) و(بانكو فيلا) و(جون كينيدي)) ومن خلالهم تتراوح المواضيع بين قتل المستبدين المبرَّر البلوتاركي نسبة الى بلوتارك – (46؟-120ق.م): كاتب سيـَـر يوناني أشهر آثاره كتابه "حيوات متوازية" والحيلة الخادعة الدينية والسياسية من جهة والقومية الملطخة بالفوضوية والمسلحين المنعزلين والاغتيال بصفته سياسة خارجية من جهة اخرى.والمجتمعات الحافلة بالاسرار والمؤامرات، والجنون والمثالية من حين لآخر يتحدى الكتاب الاعتقاد بها. نعم، فكرت الـ (سي آي أي) بالفعل في قتل (كاسترو) بسيجار متفجر.. اعجوبة صغيرة تكون باعثاً على صور واساطير كثيرة لا تنسى، ففي سرد (بورتر) يكون الاغتيال مراوغاً ومتغيراً اذ يفلت الفعل من محاولة القاتل تعريف معناه، وهي تشير الى ان (دانتي) قد أنزل (بروتس) الى الدرك الاسفل من الجحيم مع يهوذا الاسخريوطي الذي خان المسيح (ع) والشيطان ومع ذلك فقد أعيد اليه اعتباره لاحقاً من قـِـبـَـل (شكسبير) على نحو بارز، وقد كان (بيكيت) ولقرون شهيداً أثيراً قبل ان يدمر (هنري الثامن) ضريحه. من ناحية أخرى ان اقوى قصة هي عن قاتلة (جان بول مارات) وهي (شارلوت كوردي) والتي سـُـجــِـن جلادها لصفعه رأسها المقطوع للتو بالمقصلة، وبقتلها رثت المحكمة بشدة وفاة (مارات) و بالحكم على الجلاد كانت تسلم تسليماً خاطئاً بصحة اجرائها، اذ يوجد شعرة بين الاشمئزاز والاحترام.ولكن هل ينفع الاغتيال بصفته وسيلة سياسية؟ هنا يكون الكتاب ملتبساً، اذ يستهل بقول مقتبس من (دزرائيلي) – " لم يغيـّـر الاغتيال تاريخ العالم"- ويختم بالاتفاق مع الرأي القائل: الدولة دائماً اكبر من الفرد الذي يمثلها، ومع ذلك فحتى اذا اخفق القاتل في هدفه فما تزال هناك مسألة رد الفعل الأوسع، والخاتمة المبيـَّـنة تـُـناقـِـضها المأساة الثلاثية (أشقاء كينيدي ومارتن لوثر كنغ الابن) التي ابتليت بها أمريكا في ستينيات القرن المنصرم والتي يربطها الكتاب ضمنياً بتبني الاغتيال ذلك التبني المتصف بجنون الارتياب والسرية في سياسة امريكا الخارجية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.وقد جمعت (بورتر) ثروة من المواد – بما فيها اللوحات – والكليشيهات الطباعية والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والعملات المعدنية التذكارية لمذابح (هيوغونوت) والصحف الملطخة بدماء (مارات) والمواد الأخرى ومن خلالها تنسج حكاية مقنـِـعة.وهي تحاجج بأن ولادة الفوضوية والقنابل منزلية الصنع أُدخـِـلــََـت في الاغتيال بصفتها عملاً رمزياً – قتل (فرانز فرديناند) لم يكن بسبب ما كان قد فعله بل بسبب ما كان يمثله – ومن "دعاية فعل" الفوضويين يستلزم الامر وثبة قصيرة نحو الارهاب المعاصر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

خاص/ المدى رأى يحيى المحمدي، المتحدث باسم حزب تقدم، الذي يترأسه محمد الحلبوسي، اليوم الثلاثاء، أن غياب رئيس مجلس النواب احد الأسباب التي أدت الى تعطيل قانون العفو العام. وقال المحمدي، في حديث لـ(المدى):...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram