اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > دور للسياسة ودور للإعلام فـي توتير العلاقات بين العراق والكويت

دور للسياسة ودور للإعلام فـي توتير العلاقات بين العراق والكويت

نشر في: 8 يونيو, 2010: 07:50 م

 بغداد/عبد العزيز لازملم تتخلص العلاقات بين العراق والكويت من تاثير ذكريات الماضي الساخنة. لقد حاول الحكماء المخلصون في البلدين أن يضعوا ماحصل من حكام العراق السابقين بحق الكويت وراءهم والتعامل مع التجربة المرّة على انها درس مفيد للبلدين يجنبهما حالات التشنج الضار والخصام المدمر ويضعهما في طريق علاقات حسن الجوار المفضية الى التعاون المثمر لصالح الشعبين الشقيقين.
 يعتقد هؤلاء الحكماء ان حقائق التاريخ والجغرافية المشتركة بين البلدين تصنع حوافز عملاقة لهذا التعاون. وتأتي حقيقة ان الشعبين وكذا الحكومتين هم ضحايا عدوان النظام السابق وطغيانه في صدر الحقائق التاريخية لترسم معالم المصير المشترك للبلدين. وبذا تتشكل قاعدة مادية ومعنوية متينة لهذا التعاون وحتى التنسيق في ما بينهما. لكن حقائق الحياة الملموسة تشير الى عكس ذلك. حقائق السياسة والاقتصاد والتجاور الحدودي ما زالت كالجمر تحت الرماد. ففي الوقت الذي يصرح أحد المسؤولين باحاديث متفائلة ومتفهمة بشأن  مستقبل العلاقات بين البلدين، يعود ذات المسؤول في مناسبة اخرى ليتخلى عما عبرعنه من افكار بناءة. رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي مثلا نسي مضمون تصريحات سابقة بشأن  العلاقات الأخوية ليطلق تصريحا جديدا في الثامن والعشرين من شهر آيار الماضي يقول فيه: ان الخطوط الجوية الكويتية ستتخذ الاجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوقها القانونية بعد قرار بغداد تصفية الخطوط الجوية العراقية. وأكد الموقف نفسه السيد وزير النقل الكويتي وهما يعلمان ان الملاحقات"القانونية"الكويتية ضد الشركة العراقية قد أدت الى انهائها عمليا وقانونيا. وبغض النظر عن صواب القرار العراقي الذي اتخذه مجلس الوزراء في 25/ آيار 2010 بتفكيك تلك الشركة المنكوبة من عدمه،الا ان المأمول من الأشقاء في الكويت ان يعبروا عن أسفهم لهذا القرار الذي انهى صرحا خدميا عريقا خدم ملايين المسافرين العرب والعراقيين منذ عام 1938. علما ان وزير النقل العراقي عامر عبد الجبار كان قد صرح اكثر من مرة بأن الجانب المادي في المشكلة مع الخطوط الجوية الكويتية يمكن تماما حله والتفاهم بشأنه مشيرا الى ان الأمر برمته يتجاوز المشكل المادي الى المشكل السياسي وهذا خارج اختصاص أوطاقة وزارته. وسائل الإعلام في كل من العراق والكويت تلقفت المجريات واشتغلت في صياغة الأخبار نقلا عن المسؤولين في البلدين وغيرهما من البلدان وعن وسائل الاعلام العالمية ايضا وتأثرا بمجريات الحدث المثير فحصل ما يشبه الحرب الإعلامية على الشارعين بموازاة حرب التصريحات على الشاشات الصغيرة ومنابر الاعلام الأخرى ايضا. وبغض النظر عن صدق النيات التي علينا دائما افتراضها انطلاقا من الاساس المادي الذي اشرنا اليه في مقدمة استعراضنا هذا، الا ان الثابت ان التشوش والتشويش قد حصل فعلا بين البلدين مكونا بيئة ملوثة في غير صالح العلاقات البناءة بين البلدين الشقيقين. فالصحافة الكوينية ومجمل وسائل الاعلام في الكويت كما قال زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحفية: انها تابعة للسلطة الكويتية اي انها لا تتمتع بذلك النوع من الاستقلالية التي تتيح لها تمثيل المجتمع الكويتي. على العكس من الاعلام العراقي الذي يتمتع بالاستقلالية الواسعة عن السلطة العراقية الأمر الذي حمل المحلل السياسي العراقي ابراهيم الصميدعي على القول:ان هذا التصعيد الاعلامي من جانب الاعلام الكويتي هو (تصعيد رسمي وليس مجتمعيا) ويمضي الصميدعي في مجرى تصريحه للسومرية نيوز في اثبات براءة الاعلام العراقي بخاصة من تهمة التصعيد بالقول بان الصحافة العراقية غير مسؤولة عن ملاحقة الخطوط الجوية العراقية في لندن من مسؤولي الخطوط الجوية الكويتية كما انها غير مسؤولة عن تطبيع العلاقات بين العراق والكويت أم عن عدم تخفيض الديون الكويتية عن العراق كما فعل معظم دول العالم متسائلا عن مسؤولية الكويت في تمويل مشروع سحب مياه دجلة الى داخل سوريا. ان هذا المشروع يجيء في ظروف غير مؤاتية تماما بالنسبة للعراق مما يؤشر الاهداف السياسية للمشروع. كل هذه المعطيات جعلت الاعلاميين العراقيين يجمعون على ان التصعيد يحصل ويتصاعد بسبب الاجراءات الكويتية وليس بسبب الاعلام العراقي. فالاعلامي العراقي سالم مشكور يعتقد ان (المشكلة الحالية بين العراق والكويت لا تتعلق بالصحافة العراقية أو الكويتية، بل بالاجراءات التي اتخذتها الكويت في الآونة الأخيرة.). لكن هذا الرأي الذي يبرىء الصحافة الكويتية كما يبرىء الصحافة العراقية لا يتفق مع رأي العجيلي الذي يعتقد أن الصحافة الكويتية تحاول تأزيم حال العلاقات بين البلدين عبر التزامها بوجهة النظر الرسمية للدولة الكويتية والدفاع عنها وهذا بدوره لا ينسجم مع ماقاله السيد زهيران أبي الخليل رئيس لجنة الشؤون البرلمانية في جمعية الصحفيين الكويتيين في حديث للسومرية نيوز مضيفا (ان الحوار هو افضل الطرق لحل القضايا العالقة). في الجانب الآخر حاولت الدولة العراقية تطويق الأزمة باجراء مثير للجدل في الاوساط الاعلامية العراقية، وهو ارسال السفير العراقي الجديد الى الكويت مزودا بالتعليمات اللازمة بضرورة العمل على تعزيز العلاقات مع البلد الشقيق وعدم السماح بحدوث ما يزيد تعكيرها سعيا لإزالة آثار ما حصل.&

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram