TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق

محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق

نشر في: 11 يوليو, 2010: 04:46 م

من المعلوم انه من الصعوبة بمكان في ظروف العمل السري الشديد وتعدد مراكز الكتل المقترنان بعدم السماح بتدوين المعلومات عن الضباط المنتمين وبالتالي إنعدام المحاضر والقيود, من جهة ومن جهة أخرى أن طبيعة التنظيم الحلقي وتركيبة كتل الحركة, عوامل لا تسمح للمشاركين إلا بمعرفة من يعمل معهم في ذات الحلقة والقريبين منها وحسب. هذه الظروف الموضوعية ستعقد عملية معرفة العدد الإجمالي الدقيق للمنظوين في الحركة.
يضاف إلى ذلك أن المضمون الغامض لمصطلح (الضباط الأحرار) سيعقد من ذات الإشكالية. ففي البدء ما مضمون هذا المصطلح وعلى من أطلق ؟ هل على المنتمين ضمن قوام اللجنة العليا فقط أم يشمل كل الضباط المنتمين لمختلف الكتل؟ علماً بأن هناك كتل صغيرة لم تلعب أي دور لا في تهيئة ظروف التغيير ولا المساهمة فيه قدر كونها تجمعات هلامية مستاءة؟ كما هل يشمل هذا المصطلح الضباط المستقلين الذين دعموا الثورة منذ لحظاتها الأولى؟ ثم هناك كثير من الشخصيات العسكرية الديمقراطية والقومية أرتبطت بهذه الدرجة أو تلك بالحركة السياسية المعارضة لنهج الحكم الملكي, لكنها لم تنظوي تنظيمياً تحت أي من هذه الكتل, ترى هل نعتبرها من ضمن الضباط الأحرار؟ خاصةً منهم من ساهم في تهيأت الظروف المادية والمعنوية لإنبعاث الاتجاه السياسي المعارض ضمن المؤسسة العسكرية ومن ثم ولادة حركة الضباط الأحرار لاحقاً؟ منهم مثلاً : عزيز عبد الهادي ومير حاج وجلال الأوقاتي وسليم الفخري وكذلك الضباط المنظوين في التيار الكردي, منهم مصطفى خوشناو وعزت عزيز وخير الله عبد الكريم ومحمد محمود القدسي, الذين إلتحقوا بحركة التحرر الكردية وتم إعدامهم بعد إنهيار جمهورية مهاباد, مما ولد حراكاً سياسياً بين الضباط الأكراد للتكتل لبلورة البعد الذاتي لحركة الضباط الأحرار وكانوا منتمين للحزب الديمقراطي الكردستاني.كما أن هناك شخصيات لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحزب الشيوعي لم يورد الكثير منهم ضمن ما نُشر من أسماء الضباط الأحرار, منهم مثلاً ما ذكره ثابت حبيب العاني عندما قال: " وفي غضون ذلك برزت شخصيات عسكرية ديمقراطية وقومية على علاقات مباشرة وغير مباشرة بالحزب مثل الزعيم الطيار الركن جلال جعفر الأوقاتي والزعيم الركن محيي عبد الحميد والزعيم الركن ناظم الطبقجلي والعقيد الركن عبد الوهاب الشواف والزعيم الركن داود الجنابي والزعيم الركن هاشم عبد الجبار والعقيد حسن عبود والعقيد عبد الرضا عبيد والمقدم الركن موسى إبراهيم والعقيد طه السلطان والعقيد سلمان الحصان والعقيد طه البامرني والعقيد فاضل المهداوي والعقيد الركن ماجد محمد أمين, والعقيد الركن كافي النبوي والزعيم الركن عبد الله سيد أحمد والعقيد جلال بالطة والرئيس الأول فاتح الجباري والرئيس رسول مجيد والمقدم لطيف حسن والمقدم عبد الغفور والمقدم إبراهيم الغزالي والرئيس الأول كاظم مرهون والمقدم عدنان الخيال والعقيد وصفي طاهر والمقدم غازي دخيل والعقيد عبد الباقي كاظم والعقيد الركن مجيد علي والمقدم محمد علي كاظم والمقدم جواد كاظم التعيسي والمقدم كاظم عبد الكريم والمقدم إبراهيم كاظم الموسوي والمقدم عمر الفاروق وغيرهم الكثيرون ... [2]", كذلك خزعل السعدي وخليل إبراهيم العلي وأحمد محسن العلي وعلي شريف وجبار خضير وحسن خضر وآخرين غيرهم نحاول تعقب أسمائهم لاحقاً. علماً أن بعض ما ذكر أعلاه وردت ضمن القوائم المنشورة.أستخلص من ذلك أن هناك صعوبات جمة في تحديد الرقم الإجمالي للمنظوين في هذه الكتل, خاصةً أن ما تم نشره كان يعبر عن مكونات بعض القوى وليس جميعها. إذ قدر البعض "... أن عدد الضباط الأحرار الذين إشتركوا إشتراكاً فعالاً في الحركات السرية القليلة لم يتجاوز 172 ضابطاً بحسب إحدى الروايات, أو 300 بحسب رواية أخرى ويبدو أن التقدير الثاني لعدد الضباط وهو 300, كان يشمل جميع الأفراد الذين كانوا يعملون في حركة الضباط الأحرار ونشاطاتهم, وأما التقدير الأول فكان يشير إلى عدد الضباط الذين كانوا يبدون نشاطاً فعالاً في الحركة...[3] ".في الوقت ذاته يشير بطاطو إلى أنه: " في العام 1957, لم يكن هنالك إلا 172 ضابطاً حراً (إستناداً لرأي محيي الدين عبد الحميد), ووصل العدد عشية الثورة إلى ما يزيد قليلاً عن 200( إستناداً لرأي رجب عبد المجيد) أي أقل من 5% من مجموع سلك الضباط [4]". لكنني أقول أن عددهم يتراوح بين300-400 ضابط وذلك عندما نضيف أسماء الضباط المنتمين للإتجاه الديمقراطي من جهة؛ وتلك التي ساهمت فعلاً ضمن كتلة إتحاد الجنود والضباط من جهة ثانية؛ وأولئك الذين تم إخراجهم من المؤسسة العسكرية لإعتبارات سياسية, قبيل 14 تموز من جهة ثالثة؛ وأخيراً أولئك الذين ساهموا عملياً يوم 14 تموز في ترجيح كفة الثورة وأجهضوا التحركات المناهضة رغم عدم إنتمائهم لأية كتلة. لقد حدت الصعوبات الواقعية من متابعتنا لمعرفة كافة أسماء الذين أشتركوا في هذه الحركة ذات الطابع السري. وقد حاولنا البحث في عدة مصادر ومقارنة بعضها بالبعض الأخر من أربعة مصادر رئيسة وعدة مصادر ثانوية ذكرت بعض من هذه الأسماء في سياق عابر. في الوقت نفسه لا ندعي أن هذه الأسماء كاملة, بل هي ناقصة, خاصة وقد تعمدت بعض هذه المصادر في عدم نشر أسماء ذوي الاتجاهات الوطنية والقاسمية, وخاصةً اليسارية. ونأمل تكملتها في الدراسات القادم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

السوداني يقاضي إعلامية كويتية بسبب آرائها

الفياض: الحشد الشعبي بكامل الاستعداد لمواجهة أي خطر

الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان

الدفاع المدني يُحذّر: إرشادات هامة للسلامة أثناء العواصف

رينارد: مواجهة العراق "حاسمة وصعبة".. والسعودية تسعى للعودة إلى مستواها المعهود

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram