علي حسين
بعد ما يقارب العشرين عاماً على الإطاحة بتمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، ايقن العراقيون أن ما جرى ويجري خلال السنوات الماضية كان تجربة عملية على حرق كل أثر للتغيير، ففي كل عام تبدو صورة الصراع المصلحي على المناصب والمغانم بالغة الدلالة والإيجاز .
بعد عشرين عاماً ارتوت فيها أرض العراق بالدم والتضحيات ، عاش الناس سنين من المعاناة والخوف والقلق على مستقبل البلاد.. عاشوا وسط رياح عاتية لم تتوقف عن القتل واللصوصية والانتهازية.. فيما الناس تتكبد كل يوم مشقة البحث عن الاستقرار والعيش المحترم.. في كل عام يمضي سيناريو صناعة الأزمات في طريقه، من أزمة إلى أخرى.. في كل عام يجد العراقيون أن ما زرعوه من أصوات في الانتخابات وتضحيات في سبيل استقرار هذا البلد قد قطف ثماره سياسيون بقوة الطائفية والمحسوبية والانتهازية.
اليوم ونحن على موعد مع لعبة جديدة اسمها العودة إلى قانون "سانت ليغو" الانتخابي، ولهذا مطلوب من جميع العراقيين أن يرفعوا شعار لا، مرة ومرتين وثلاثاً وعشراً، لكل الذين يصرون على اعادة عقارب الزمن الى .
سنقول لا.. لكي لا يبقى حزب "المنتفعين" يتصدر المشهد السياسي، فيخطف مستقبل البلاد نحو المجهول.
علينا أن نقولها "لا" واضحة للبرلمان، لأن مصائر الناس لا يمكن أن تترك لإرادة أفراد يحكمونها ويتحكمون فيها، وهذا هو الفارق بين شعوب تصنع التقدم، وشعوب عاجزة حتى عن البقاء حيث هي.
سنقول لا لسياسيين ومسؤولين يصرخون في الفضائيات" لأن الناس تطالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، وإقصاء كل رموز الفساد، فالعراق لن يصاب بزلزال لو غادر عن حياتنا كل سياسيي الصدفة وأعوانهم .
علينا أن نقول لا لكل مرشح فاسد وكذاب، يريد أن يبيع للناس الآخرة ليحصل هو على الدنيا ومتعها.. علينا أن نقول لا لكل مسؤول وسياسي يوهم الناس بأنه مبعوث العناية الإلهية لنشر الفضيلة والأخلاق.
علينا جميعا أن نقول..لا.. لكل الذين يريدون الاستخفاف بإرادة الناس حين يطلبون منهم أن يظلوا ساكتين صامتين راضين داعمين لمهرجان الشعوذة السياسية المنصوب تحت قبة البرلمان تحت شعارات مضحكة من عينة "دعم العملية السياسية" أو "المطالبة بتعزيز الشراكة الوطنية".
علينا أن ندرك أن الحرية حلم العراقيين جميعا ، وأن الديمقراطية حق لكال مواطن وليس هبة تمنحها الاحزاب ، وعلينا أن نقرأ درس الشعوب التي تعيش ديمقراطية حقيقية .
علينا جميعاً أن نقول لا بصوت واضح من أجل أن يبتعد كل أمراء الخراب ، ومشعلي الازمات .
أيها العراقيون؛ ارفعوا شعار انتخابات بلا " سانت ليغو " ، ونادوا بصوت واحد بحقكم في حياة كريمة، لامكان فيها لـ"شلاتيغ" البرلمان .