TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نظرية المشهداني!!

العمود الثامن: نظرية المشهداني!!

نشر في: 4 مارس, 2023: 10:27 م

 علي حسين

لا أعرف على وجه الدقة ما هو العمر السياسي للنائب ورئيس مجلس النواب الأسبق محمود المشهداني، ربما عشق السياسة منذ ريعان الشباب، أو أنه تعلق بها على كبر ! لكنه حتماً استطاع وبشطارة تُحسب له أن يحول سنوات السياسة إلى بنك متنقل يحصد من وراءه مئات الملايين سنوياً،

ورغم أن الرجل يعترف بأنه "لا يعرف ما هي الدولة"، لكنه مشكوراً يخرج علينا بين الحين والآخر ليبث همومه ومصاعبه في خدمة الوطن والتي تتطلب منه جهداً يأخذ من وقته الثمين الكثير.. السيد المشهداني كشف لنا عن سر خطير، فقد اتضح أن مشاكل العراق لا تتعلق بنقص الخدمات وارتفاع الدولار والسرقات التي لا تنتهي، والانتهازية السياسية، وإنما بأشخاص يريدون أن يسيئوا للعراق، فنجده يصرخ وهو يتهجد "عمي هذا العراق"، وحين يقول له مقدم البرنامج: ألا تعتقد أن هذا تكميم للأفواه؟ يجيب بحماسته المعهودة "لو بيدي أخيط الأفواه".

للأسف هناك من يعتقد أن الظهور الإعلامي، يكفي لكي يحول أي شخص إلى سياسي، وهذا ما وقع به الكثير من النواب الذين تصوروا أن الفشل في الحياة يمكن أن يفتح لهم أبواباً في مجالات أخرى ولتكن السياسية.. ولعل الذاكرة لا تزال تحتفظ بالعبارة الشهيرة لرئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني الذي خرج علينا ذات يوم منتقداً الدستور لأنه يضم مواد تحترم الحريات، فقال بالحرف الواحد "نحن عندنا تبويب للدستور، لأن هذه الفقرات تخرب المجتمع وتؤدي إلى نشوء جيل (دايح)" على حد تعبيره.

يردد المشهداني في كل حوار معه اننا دولة اسلامية ، وكأن الشعب العراقي كان يعيش عصور الجاهلية قبل ظهور محمود المشهداني ، والآن دعوني أتساءل هل من الاسلام أن أكثر من ربع العراقيين تحت خط الفقر؟ فيما يحصل الرجل " الزاهد " محمود المشهداي على راتب تقاعدي يصل إلى الأربعين مليون دينار في الوقت الذي تحرم الأرامل والأيتام من الفتات؟

للأسف ينسى البعض أن التصدي للسياسة يعني أن تكون قادراً على صنع موقف والدفاع عنه، يعني أن تؤمن بأنه قد تأتيك ثقة الناس في لحظة لكي تقوم بدور حقيقي.

ليس لديَّ موقف شخصي من الدكتور محمود المشهداني الذي اشتهر بتعليقاته الغريبة ، وكان ابرزها حين قال بالحرف الواحد :" نحن لايهمنا من يصبح رئيساً للوزراء، .. اللي ما ينطينا ما لاتنا نزعل عليه، واللي ينطينا نرضى عليه، ومراح نفكر بأن هذا رئيس وزراء مهني لو مو مهني، يشتغل زين لو ما يشتغل زين، هاي مسألة ما تهمنا، المهم ينطينا المالات ".

السيد محمود المشهداني ببساطة الناس تعرف وتدرك انك ترفع شعارات عفا عليها الزمن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عبدالكريم قاسم

    لربما هو من يمثل مرحلة سياسية بأكملها بالمعنى الفكاهي للكلمة،فهو مثلهم :طايفي،متدين ،من أجواء الفساد ولكن تحسب له :تطلعاته المضحكة عندما كان رئيس البرلمان،هي الوحيدة التي كانت تشد الجمهور المتابع لهذا السلوك من الهرج.

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram