TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مصالحة مليارية !!

العمود الثامن: مصالحة مليارية !!

نشر في: 18 مارس, 2023: 11:30 م

 علي حسين

طغى الكتاب المصري على كل الكتب العربية طوال عقود، وبالنسبة إلى صاحب العمود الثامن، الذي بضاعته معارضة كل شيء لأنه يصدع رؤوس القراء الأعزاء بالحديث عن الكتب، ولا يرى محاسن البرلمان ولا يفقه بخطة مثنى السامرائي لتطوير الاقتصاد، وأحاول أن أشوش على المنجزات الكبيرة التي يقوم بها البرلمان العراقي، وكان آخرها الإصرار على قانون للانتخابات يتيح لعالية نصيف الجلوس على كرسي البرلمان حتى عام 2050 .

أيام الشباب كانت بعض المؤلفات المصرية أشبه بالسحر، أما مؤلفيها فكانوا نوعاً آخر من السحرة ، لم أحلم أو أفكر بأنني ذات يوم سأكتب عن طه حسين، وأستشهد بتوفيق الحكيم، وأستمد طراوة العبارة من أسلوب العقاد، هؤلاء كانوا كائنات من الخيال بالنسبة لي، وكان هناك أيضا عبد الرحمن الشرقاوي صاحب رواية الأرض ومسرحية الفتى مهران، وملحمة الحسين ثائرا وشهيداً، والكتاب الوثيقة علي إمام المتقين .

عن صاحب الشوارع الخلفية، قرأت كتاباً صغير الحجم بعنوان "أولياء الكتابة الصالحون" يروي مؤلفه محمد توفيق كيف قرأ هؤلاء الكبار، نقرأ عن عبد الرحمن الشرقاوي ومعركته الصحفية حول كتاب علي إمام المتقين.

يقول الشرقاوي: "كنت أنشر فصول الكتاب في جريدة الأهرام وعندما وصلت إلى موقف علي وأبي ذر من المال، كتب الصديق ثروت أباظة معلناً خلافه معي حول هذا الموقف من المال وزعم أنه موقف الشيوعية لا موقف الإسلام فرددت عليه ولكن الصديق ثروت لم يكد يعلن رأيه حتى انفجرت ضدي ثورة ظالمة. حين أثرت الحديث عن الموقف من الثروة وكيف أن الإمام لم يجد في الخلافة حقاً استثنائيا في المال والأرض، فساوى نفسه مع الجميع، رفض أن يسكن قصر الإمارة ونزل مستأجراً في منزل يملكه أفقر فقراء الكوفة".

تذكرت نوابنا وأنا أقرأ فصول هذه المعركة الأدبية، وتمنيت لو أنهم وقفوا وقفة حقيقية أمام سيرة الإمام علي "ع" وتعلموا منها، لكن للأسف فقد ابتلينا بمسؤولين يتحدثون باسم الدين ويسرقون باسم الدين، يصدعون رؤوسنا ليل نهار بخطب عن الحق والعدالة والمظلومية في عبارات فقدت معناها من سوء استخدامها.

تخيل جنابك أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية تخبرنا بأن ما يقارب تسعة ملايين مواطن، تحت مستوى خط الفقر في العراق، في الوقت الذي تخصص الدولة فيه مليارات الدنانير للوقف السني لدعم ما يسمى بالمصالحة المجتمعية.

عندما تشاهد على شاشات التلفزيون، ما فعلته الديمقراطية العراقية الجديدة، في العاصمة التي تحولت إلى خرائب من خرائب القرون الوسطى، ماذا يخطر ببالك؟ لا أدري، أما أنا فيخطر لي أن أرفع برقية إعجاب وتقدير لهذه النفوس التي لا تريد أن يغادرها الحنين إلى "لفلفة" المال العام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram