TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عطل حسب الطلب !!

العمود الثامن: عطل حسب الطلب !!

نشر في: 18 إبريل, 2023: 12:52 ص

 علي حسين

تعامل العراقيون مع الخبرالذي يقول إن الدولة العراقية تخصص نصف السنة للعطل سواء كانت رسمية او مطرية او مزاجية ، يتمتع بها الموظف العراقي ، الذي أثبتت التقارير الدولية أنه الأكثر عملاً وانضباطاً، ويتحمل مشقة كبيرة من خلال ساعات العمل المرهقة،

 

باعتبارها واقع حال، فقد عشنا مع إحدى دورات مجلس نوابنا الموقر أزمة قانون العطل الرسمية الذي كان من المفترض إقراره في قبل عشر سنوات، وكانت هناك اعتراضات أخبرنا بها ذات يوم أحد أعضاء مجلس النواب "قانون العطل الرسمية الذي كان من المفترض إقراره في الفترة السابقة هناك اعتراضات لدى الكتل السياسية على بعض من فقراته"، وأضاف أن "الاختلافات بين السنة والشيعة في إقرار قانون العطل هو تحديد يوم المولد النبوي، حيث يطالب المكون السني بأن يكون في 12 جمادى الأولى أما الشيعة فتطالب بأن يكون في 17 جمادى الأولى، وأن من بين أكبر الخلافات التي عرقلت هذا القانون، مطالبة الكتل الشيعية بعطل خاصة بها ، وعلى إثر ذلك طالبت الطائفة السنية بعطل تتعلق بتواريخها .. هذا الكلام ليس لي وإنما قاله نائب اسمه أحمد لافي قبل ما يقارب العشرة أعوام،ومنذ ذلك التاريخ وقانون العطل مركون في أحد الأدراج، لا يسمح بالاقتراب منه.

وأنا أناقش هذا الموضوع أتمنى أن لا يحاول البعض أن يتهمني بإثارة قضايا لا تدخل في مصلحة الناس، أو أن يخرج علينا بعض الكتبة ليقولون؛ لماذا تركزون فقط على هذه القوانين، كنت سأؤيد ذلك لو أن أصحاب القانون جهات أخرى غير نواب البرلمان. كل يوم نقرأ تصريحات غريبة وعجيبة لا نعيرها اهتماماً لأن تأثيرها محدود على الناس، أما هذا القانون أو المشروع الغريب، فأصحابه سياسيون يمثلون شرائح مختلفة ، وبالتالي فإن قراراتهم سيطبقها على الأقل أنصارهم. ثم إنهم يشرعون القوانين للناس، فتخيلوا مصير بلد يحكمه أشخاص يحملون مثل هذه الأفكار، للأسف نحن نعيش اليوم مع سياسيين يتوهمون أنهم أصحاب رسالة، ويعتقدون أن خلاص العراق يكمن في العودة إلى الوراء، سياسيون يعلنون عن وجودهم عبر إشاعة مفهوم الطائفة الضيق، بديلاً عن مفهوم المواطنة الذي يجمع كل العراقيين. سياسيون ومسؤولون يتركون تعهداتهم أمام الشعب ليمارسوا لعبة خلط الحق بالباطل، التي تدفع الناس للتساؤل: هل هناك قوانين تراعي مصالح آلاف اليتامى والأرامل؟ وهل حقاً نعيش عصر التغيير؟، وتحققت أهداف العراقيين بالديمقراطية والعيش في ظل نظام يؤمن عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية؟ وهل تشكلت مؤسسات دولة تضمن حقوق جميع العراقيين؟ أو تجاوزنا كل المصاعب ليخصص البرلمان جزءاً من وقته يفتح فيه البعض كتب التاريخ القديمة ليثير من خلالها الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram