TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ديمقراطية الزوجة الثانية

العمود الثامن: ديمقراطية الزوجة الثانية

نشر في: 18 إبريل, 2023: 11:47 م

 علي حسين

تعذرون "جنابي" لأنه يصرّ على المراوحة في محيط السادة المسؤولين والسياسيين والنواب، البعض يسمّيها شحّاً في الموضوعات وأنا أسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون، فالمسألة مبدئية حيال دعاة الفشل وصنّاع الخراب، سواء كان الاسم "فلان أو علان".

الابتعاد عن كرسيّ السلطة يصيب جميع مسؤولينا بالقلق ، أما ارتفاع نسبة الفقر، واحتلال العراق مرتبة أسوأ 10 دول من أصل 180 دولة من حيث حجم الفساد ونطاقه في "مؤشر مدركات الفساد" الذي تطرحه منظمة الشفافية الدولية........

عندما يُسرق بلد في وضح النهار، عندما يُبرر التعذيب والاعتقال العشوائي.. عندما تسلّم مؤسسات الدولة إلى أصحاب الثقة لا أصحاب الخبرة، فإننا بالتأكيد سائرون في طريق الخراب.

نهبَ مسؤولونا أكثر من 80 مليار دولار عدّاً ونقداً، على كهرباء سلمناها إلى أصحاب المولدات، وبدلاً من "مزاد بيع المناصب" الذي نصبه أحمد الجبوري وسط قبة البرلمان، كان المطلوب سهلاً جداً، أن نضع المسؤول المناسب في المكان المناسب، وبدلاً من أن يضحك علينا حسين الشهرستاني وينضم إلى قائمة أغنياء الكرة الأرضية، كان هناك مهندس عراقي اسمه فاروق القاسم يعيش في النرويج ساهم في اكتشاف النفط في أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال، هذا المهندس توهم بعد 2003 أنه يمكن أن يقدم شيئاً لبلاده العراق، ويخبرنا أنه فاوض حكومة بغداد بشأن خطة متكاملة لتطوير صناعة الطاقة، المسؤولون، قالوا له ننصحك بأن تعود إلى النرويج، الجهات السياسية التي وقفت ضد مشروع فاروق القاسم قررت في لحظة تاريخية مهمة أن عبقرية حسين الشهرستاني أبقى وأنفع للعراقيين.

اكد تقرير نشر مؤخراً عن قرار بعض شركانت النفط العالمية الكبرى الانسحاب من العراق، أن الخطر الرئيسي الذي تواجهه شركات الطاقة الغربية العاملة في العراق هو سيناريو الوقوع في فخ الفساد المستشري الذي ينتشر بقطاعي النفط والغاز في البلاد، مما يضرّ بسمعتها والبلد الذي تمثله، إضافة إلى التبعات المالية والتشريعية.

وتؤكد تقارير منظمة الشفافية الدولية أن العوامل التي قادت البلاد إلى أسفل تصنيفات الفساد الدولية، وأعاقت بناء الدولة بشكل فعال وتقديم الخدمات، تشمل الاختلاس الهائل وعمليات الاحتيال في مجال المشتريات وغسيل الأموال وتهريب النفط وانتشار الرشوة والبيروقراطية.

زميل قال لي؛ صدّعت رؤوسنا بالحديث عن الفساد المالي والإداري والديمقراطية، ألا تلاحظ أن مسؤولينا فرحون بما أنجزوا خلال السنوات الماضية ، ولهذا قرروا أن ينظموا إلى قافلة أصحاب الزوجة الثانية، سياسيون أغرتهم السلطة والمال والنفوذ ليمارسوا هواية الجمع بين أكثر من زوجة، سيقول البعض من حق مسؤولينا أن يشعروا بالفرحة الكبيرة بعد طول انتظار وشوق للمنصب ومنافعه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid muften

    اغلب المسؤولين اهتموا بتعدد الزوجات بعد أن امتلأت جيوبهم بأموال الشعب.

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram