ترجمة / حامد أحمد
تخطط الحكومة الأسترالية ادخال إصلاحات وتعديلات كاسحة يتم بموجبها حظر تعاطي ما يسمى بالسجائر الالكترونية التي تطلق بخار يحتوي نيكوتين يستخدمها أكثر من مليون مواطن استرالي.
وتشير التقارير الى ان الحكومة تريد وضع حد لبيع السكائر الالكترونية في الأسواق في أوسع إجراءات صارمة يتخذه البلد منذ عقد للسيطرة على تعاطي بخار التبغ الذي تنفثه هذ السيجارة. ووفقا لأحكام جديدة صدرت امس الثلاثاء ، فان هذا السجائر التي تطلق بخار النيكوتين سيتم بيعها من خلال صيدليات استرالية فقط وعبر وصفة على غرار الوصفة الطبية.
وتعتبر استراليا من بين اقل دول العالم تعاطي للتدخين بسبب حزمة من قوانين صارمة أدخلت قبل عقد من الزمن تخللتها ضرائب عالية وحملات تثقيفية. ولكن هناك مخاوف متزايدة فيما يتعلق بالسكائر الالكترونية.
واتهمت الحكومة في كانبيرا جهات صنع التبغ باستخدام السكائر التي تطلق بخار لخلق " جيل جديد من المدمنين على النيكوتين". يذكر ان سكائر النيكوتين الإلكترونية يمكن بيعها في استراليا فقط عن طريق وصفة طبية ، ولكن هناك بالمقابل سوق سوداء منتعشة.
وزير الصحة ومسؤول حماية كبار السن، مارك باتلر ، وصف السكائر الالكترونية على أنها " خطر على الصحة العامة ". يشار الى انه يقوم بفرض احكام جديدة تهدف الى تحجيم بيع هذه السكائر في الاسواق على نحو كبير ، فضلا عن تقييد ما تتميز به من نكهات وألوان. وسيتم حظر جميع السكائر الالكترونية المستوردة ذات الاستخدام الواحد التي لا تحمل وصفة طبية.
وقال باتلر في حديث لنادي الصحافة الوطني في كانبيرا أمس الثلاثاء " السكائر الالكترونية تباع لحكومات ومجتمعات في انحاء العالم على انها منتج علاجي لمساعدة مدمني السكائر للإقلاع عن التدخين . فهي لا تباع على انها منتج ابداعي ابتكاري، وبالتحديد هي غير مخصصة لاطفالنا. ولكن هذا هو ما حدث، انها اكبر ثغرة ، حسب ما اعتقد ، في تاريخ الرعاية الصحية في استراليا".
السكائر الالكترونية التي تنفث بخار تعتبر على نحو واسع بانها بديل آمن عن تدخين التبغ وهو منتج مبتكر يساعد المدخنين الإقلاع عن تعاطي السكائر. تشتمل هذه الوسيلة على تسخين سائل في سكارة الكترونية وتحويله الى بخار ينفثه المدخنون من افواههم.
يذكر انه لحد الان لم يرد هناك أي رد فعل من قبل أصحاب قطاع صناعة التبغ على إصلاحات استراليا المقترحة إزاء السكائر الالكترونية. شركة برتشاميركان توباغو العالمية لصناعة التبغ تقول على موقعها في الانترنيت على ان " منتجاتها من السكائر الالكترونية تلعب دورا كبيرا على توفير بديل اقل خطورة للمدخنين من السكائر".
ولكن الشركة تقر في الوقت نفسه بان " هذه المنتجات لا تخلو من الخطورة وانه من المحتمل الإدمان عليها." مشيرة الى انها تتعهد بشكل كامل للعمل وفق سياقات يعتمدها السوق. استنادا لمراكز الولايات المتحدة للسيطرة على الامراض والوقاية وعلى الرغم من العمر القانوني المحدد لاستخدام مثل هكذا منتجات الذي ادخل في العام 2021، فانه خلال العام 2022 كان أكثر من 2.5 مليون طالب مدرسة في الولايات المتحدة يستخدم سكائر الكترونية. واظهرت معلومات من دائرة الصحة البريطانية لعام 2021 ، ان الاستهلاك المذكور للسكائر الالكترونية بين من هم ما بين 11 الى 15 عام قد ازداد بنسبة 9% عما كان عليه قبل سنة بنسبة 6%. وان البالغين فقط من 18 عام فمال فوق هم المسموح لهم قانونا في المملكة المتحدة بشراء سكائر الكترونية او سكائر تبغ اعتيادية.
وكان مسؤولو الصحة الفيدرالية في الولايات المتحدة قد أصدروا أوامر في حزيران عام 2022 على شركة، جول Juul ، لصناعة السكائر الالكترونية بسحب منتجاتها من الأسواق الأميركية بسبب كثرة تعاطي المنتج من قبل المراهقين. وجاء هذا الاجراء كجزء من جهد شامل تبذله دائرة الغذاء والأدوية الأميركية لوضع حد لهذه الصناعة التي تدر أرباح بمليارات الدولارات بعد سنوات من التأخير. وقالت الوكالة الفيدرالية انه يتوجب على شركة جول ان تتوقف عن بيع سكائرها الالكترونية وتبغ المينثول البخاري المستخدم فيها ذو النكهات، وان ما موجود في السوق يجب ان يتم سحبه.
وكانت السكائر الالكترونية قد ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة قبل اكثر من عقد من الزمن مع وعود رافقتها بانها ستوفر للمدخنين بدائل اقل خطورة. حيث تقوم السكارة الالكترونية بتسخين محلول النيكوتين الى بخار ينفثه المدخن، ومن خلال ذلك فانه يتحاشى العديد من المواد الكيمياوية السمية الناتج عن حرق التبغ الاعتيادي.
عن موقع VOA الأميركي