ترجمة / المدى
يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.
إنهاء دولة الرجل الواحد
ينظر إلى صورة زعيم المعارضة كمال كيليكدار أوغلو، وتحالفه المكون من ستة أحزاب، والذي يضم الليبراليين والقوميين والمحافظين الدينيين، كقوة للتغيير الديمقراطي.
حيث تعهد الموظف المدني السابق البالغ من العمر 74 عاما "بجلب الديمقراطية إلى هذا البلد عن طريق تغيير نظام الرجل الواحد".
كما يتعهد التحالف بالتخلي عن النظام الرئاسي الذي أدخله أردوغان بعد الفوز باستفتاء دستوري صعب في عام 2017.
بدلا من ذلك، تريد المعارضة من المشرعين انتخاب رئيس وزراء، وأن تكون للبرلمان رقابة على الوزارات. بينما تقتصر مدة حكم الرئيس على سبع سنوات فقط.
بيرتيل أودر، أستاذ القانون الدستوري في جامعة كوك في إسطنبول يقول: "لن يكون تغيير النظام السياسي سهلا".
وأشار إلى أن مثل هذه التغييرات تتطلب أغلبية ثلاثة أخماس أعضاء البرلمان، والتي ستكافح المعارضة للفوز بها في 14 أيار الجاري.
إطلاق سراح السجناء
يقول كيليكدار أوغلو إن أول قرار سيتخذه بعد الفوز سيكون إطلاق سراح بعض شخصيات المعارضة البارزة المسجونة في عهد أردوغان.
ويشمل ذلك المحسن عثمان كافالا والزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاس، الذي سعى الغرب إلى حريته منذ فترة طويلة.
وتتعهد المعارضة باستعادة المحاكم "المستقلة والنزيهة"، التي احتلها نفوذ أردوغان بعد النجاة من محاولة انقلاب في عام 2016.
كما تريد المعارضة إحياء حرية التعبير وإعطاء الاستقلال لوسائل الإعلام، التي تسيطر عليها الآن الحكومة وحلفاؤها التجاريون بالكامل تقريبا. "ستكون قادرا على انتقادي بسهولة بالغة"، قال كيليكدار أوغلو ساخرا ذات مرة، متعهدا بإلغاء الجريمة الجنائية المتمثلة في "إهانة الرئيس".
دافع عن "جميع النساء"
يمثل كيليكدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري العلماني التقليدي، الذي يعود لمؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك، وعمل بجد لكسب ثقة النساء المحافظات دينيا اللواتي يرتدين الحجاب.
تعهد كيليكدار أوغلو بضمان الحق في السماح بالحجاب في الأماكن العامة الذي يضمنه القانون، لإظهار أنه ليس لديه نية لقمع الحريات الدينية التي أدخلها أردوغان.
وقال كيليكدار أوغلو: "سندافع عن حقوق جميع النساء"، متعهدا "باحترام معتقدات الجميع وأنماط حياتهم وهوياتهم"، بما في ذلك معتقدات مجتمع المثليين في تركيا.
على النقيض من ذلك، يصف أردوغان الأشخاص المثليين بأنهم "منحرفون".
يريد كيليكدار أوغلو أيضا الانضمام مرة أخرى إلى اتفاقية اسطنبول، وهي معاهدة أوروبية تهدف إلى مكافحة العنف القائم على نوع الجنس الذي انسحبت منه تركيا بموجب أوامر أردوغان في عام 2021.
استعادة العقيدة الاقتصادية
وتتعهد المعارضة بالعودة الفورية إلى العقيدة الاقتصادية وكسر "نموذج الاقتصاد التركي" لأردوغان.
أثار رفض أردوغان مكافحة التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة - المرتبط جزئيا بإيمانه بالقواعد الإسلامية ضد الربا - أسوأ أزمة اقتصادية لحكمه.
بلغ معدل التضخم السنوي الرسمي 85 في المائة في العام الماضي. يعتقد الاقتصاديون المستقلون أن المعدل الحقيقي كان يمكن أن يكون ضعف هذا الارتفاع، مما يمحو مكاسب طبقة متوسطة جديدة تم إنشاؤها خلال العقد الأول من سلطة أردوغان.
لكن العودة إلى الازدهار قد تستغرق بعض الوقت، مما يتطلب إنعاش مؤسسات الدولة التي أصبحت هزيلة خلال عهد أردوغان من السيطرة المركزية.
وقال إردال ألسين، أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة كونستانز الألمانية: "أيا كان من يفوز في الانتخابات، من غير المرجح أن يشهد الاقتصاد التركي انتعاشا سريعا".
صنع السلام
تعرف المعارضة أن تركيا أغضبت حلفاءها في حلف شمال الأطلسي من خلال إقامة علاقة متميزة مع روسيا منذ عام 2016. إنها تريد استعادة الثقة مع الغرب مع الحفاظ على "حوار متوازن" مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
كما يدفع أحمد أونانال سيفيكوز، رئيس العلاقات الدولية في حزب كيليكدار أوغلو، من أجل "العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي"، التي ظلت معلقة منذ فترة طويلة.
لكن الأولوية، كما قال سيفيكوز، هي المصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد - وهو شرط أساسي للعودة "الطوعية" لـ 3.7 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا.
الموقع: مونيتور