TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: محنة الكاردينال ساكو

العمود الثامن: محنة الكاردينال ساكو

نشر في: 13 مايو, 2023: 11:52 م

 علي حسين

في خطبة "ثورية" طالب رئيس حزب بابليون ريان الكلداني بأن تقام مناظرة بينه وبين رجل الدين الكاردينال لويس ساكو، ولأنني متضامن مع الأشقاء المسيحيين، فقد كتبت في هذا المكان عن ما تعرضوا له من تهجير وخطاب إقصائي تزعمه بعض شيوخ الفتاوى من عينة الشيخ مهدي الصميدعي الذي طالب المسلمين بعدم تهنئة المسيحيين العراقيين في أعيادهم، لأنّ هذا "حرام " .

بعد أيام سنجد بوادر الترجمة العملية لعبارة السيد ريان الكلداني، فقد قرر أن يخرج بتظاهرات تسخر من الكاردينال وتشتمه وتطالب بطرده، وتنصيب السيد ريان ولياً على أمور المسيحيين في العراق،وفي منظر معيب شنت مجموعة من رعايا ريان الكلداني هجوما بالالفاظ النابية والشتائم على مجموعة من الراهبات خرجن للتضامن مع الكاردينال. صحيح أن التظاهر حق مشروع لجميع العراقيين، غير أن الاستئساد على رهبان وراهبات يعد أمراً مخالفاً للقانون وإساءة لرمز ديني. للأسف ما جرى في ساحة التحرير يدل على أن البعض يريد لمنطق "الشقاوات" أن يسود في المجتمع العراقي، وأن يتم فرض الأمر الواقع على المكون المسيحي، وأن السيد ريان الكلداني مصمم على المضي قدماً في إهانة رجال الدين المسيحيين.

لم يثبت حتى الآن أن الكاردينال ساكو شكل تهديداً للأمن الوطني حتى تقرر كتلة بابيلون ومواقعهم الإلكترونية وفضائيتهم شن حملة افتراءات ضده، لكن المؤكد بالصورة والصوت أن الفاسدين الذين يتستر عليهم بعض المسؤولين أهلكوا البلد وشكلوا ويشكلون أخطر تهديد ضد الوطن والمواطنين، ففي ظل انهيار تام ضد فايروس الفساد، وصل الحال بنا إلى أن نصبح في طليعة البلاد الأكثر نهباً للمال العام، إلى الحد الذي يعجز معه المرء عن تقديم بيان حقيقي وواقعي بحجم الأموال التي نهبت من خزينة الدولة خلال السنوات القليلة الماضية.

إن ما يجري من استباحة لسمعة الكاردينال ساكو واسترخاص حياة مجموعة كبيرة من المسيحيين وامتهان حقوقهم، ليس له تعريف سوى أنه محاولة لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح والمال، ونشر خطب التضليل والتزييف وقلب الحقائق، لينعم البعض بما حققه من مكاسب مالية واستثمارات، في الوقت الذي لم تتوقف فيه هجرة المسيحيين عن ديارهم.

هل حضرتك عزيزي المتفرج متفاجئ مما يعرض أمامك؟ هل السيد ريان الكلداني وهو يصارع الكاردينال لويس ساكو على كرسي الكنيسة، كان يعرف جيداً أن ما يقوله امر خارج حدود القانون ؟.

للأسف هناك من يعتقد أن الظهور الإعلامي، يكفي لكي يحول أي شخص إلى سياسي، وهذا ما وقع به الكثير من الذين تصوروا أن الفشل في الحياة يمكن أن يفتح لهم أبواباً في مجالات أخرى ولتكن السياسة. .انها ليست محنة الكاردينال ساكو .. انها محنة وطن بأكمله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram