TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا يكرهون الدولة ؟!

العمود الثامن: لماذا يكرهون الدولة ؟!

نشر في: 15 مايو, 2023: 11:27 م

 علي حسين

غريبة هي أخبار هذا العالم، فبينما تمضي الانتخابات التركية بهدوء، ويعترف السلطان القوي أردوغان بالنتائح التي ستجعله يخوض الانتخابات مرة ثانية ويطمئن الشعب التركي من إنه سيحترم إرادة البلاد حتى لو خسر الانتخابات، نجد مجموعة من النواب والسياسيين ومن يتبعهم يشنون حملة ضد النائب سجاد سالم لأنه طالب بأن تسيطر الدولة على السلاح المنفلت،

وأن تخضع جميع المؤسسات الأمنية لسلطة الحكومة، فيما الناطق السابق عبد الكريم خلف، يصول ويجول في الفضائيات يشتم كل من يقول إن تظاهرات تشرين كانت من أجل الوطن ومحاربة الفساد. عجيبة امور البعض حين ينزعج من اصرار نائب على دعم الجيش والقوات الامنية .

سيضحك قارئ عزيز حتماً ويقول: يارجل كتبت عشرات المقالات عن النواب والسياسيين، لكن في النهاية هم الباقون وأنتم معشر الكتاب مصيركم النسيان.

سأقول للقارئ العزيز؛ ياسيدي أتمنى عليك أن لا تصدق كاتباً مثل جنابي، يجد سلوته وراحته في متابعة مؤتمرات "أبو مازن" أحمد الجبوري!!. كان محمد الماغوط محباً لوطنه وشعبه، لكنه في لحظة من الغضب هتف عالياً "سأخون وطني" فهو عاش الحزن، وذاق مرارة السجون، وكان أجمل ما فيه سخريته من كل شيء، من الوطن الذي أراد له الساسة أن يتحول إلى منجم للنكات، مثل النكتة التي أطلقها ريان الكلداني عندما طالب بأن يحتل مكان الكاردينال ساكو.

لا يريد ان يؤمن ساستنا بأن الديمقراطية ليست شعارات يتغنى بها في الفضائيات ، ثم يذهب أصحابها مساء كل يوم إلى عشيرتهم، وليست آيديولوجيا تُقرأ في الكتب، ولا حرباً باردة بين العشائر ، إنها عدالة اجتماعية ورقيّ إنساني ونزاهة وطمأنينة.

لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الرئاسات الثلاث اجتمعت وتدارست وقررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر.

يا سادة "حصر السلاح بيد الدولة"، هذا أقصى ما ما يتمناه نائب ، يجد في دعم الاجهزة الامنية واجبا وطنيا . . اليس من حق نائب منتخب ان يطالب بان يكون للجيش الدور المحوري في التصدى للتجاوزات الامنية ،، في هذه اللحظات علينا جميعا نقف احتراما وتقديرا لكل نائب قرر ان يتصدى لسرطان الفوضى .

يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق أرقام الأموال المنهوبة، أرقام الأموال التي صرفت على مشاريع وهمية ، أرقام الفقر والمهجرين والكفاءات التي شُرّدت، تقارير البطالة الفساد والتزوير، أرقام علينا ألا نقترب منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram