TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هدية بمئة مليار !!

العمود الثامن: هدية بمئة مليار !!

نشر في: 12 يونيو, 2023: 11:47 م

 علي حسين

منذ أن أعلن مجلس النواب عن العرض المسرحي "الموازنة"، والمواطن العراقي يشاهد كل يوم القنوات الفضائية وهي تستضيف نواب وخبراء ومحللين والجميع يحاول أن يقول للعراقيين إنه وحده سيحرر الموازنة ، ونجدهم يملؤون السموات والأرض بتصريحات عن الإصلاح والتغيير، ناسين ومتناسين أن الذين يتم إفقارهم وضياع مستقبلهم هم الذين أجلسوهم على كراسي برلمان ،

وهم أيضا أصحاب الفضل الأول في العملية السياسية التي يتم المتاجرىة بها كل يوم . وفيما يتابع العالم الاتفاقات الاقتصادية التي تقيمها بلدان العالم فيما بينها،نتابع نحنفي بلاد الرافدين فصول "ديمقراطية" شعارها "عفا الله عما سلف"، ففي لفتة "كرم حاتمي" قرر البرلمان العراقي إطفاء السلف التي بذمة الكثير من السياسيين والمقاولين وحيتان الفساد والبعض من الذين لا نعرف من هم؟ والتي تبلغ قيمتها ما يقارب المئة مليار دولار عداً ونقداً، فما حاجة العراق إلى هذه المليارات ونحن نعيش أزهى عصور التنمية والتقدم؟.. ماذا تريد أن تعرف عزيزي المواطن؟.. الصناعة صفر والتنمية في خبر كان .

لقد دفعني الصراع المستمر على الموازنة بين الحكومة ومجلس النواب إلى مراجعة قانون المجلس ومعه الدستور، لأجد أن في المادة 62 من الدستور تقول بوضوح : يقدم مجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة العامة والحساب الختامي إلى مجلس النواب لإقراره. ثانياً: لمجلس النواب إجراء المناقلة بين أبواب وفصول الموازنة العامة "فقط لا غير". شاهدنا جميعاً فصل "نحباني للو" الذي جرى داخل قبة البرلمان.

في كل مناسبة يُطل فيها أحد المسؤولين على العراقيين، سواء عبر خطاب أو بيان، نجده حريصاً على أن يعد الناس وعوداً لبناء مجتمع سليم ومتطور، ولكنه في الخفاء ينسج لمجتمع الفساد.

الناس تعرف جيداً أن ساستنا الأفاضل أبدلوا ملفات مهمة مثل الخدمات والتنمية والصحة والتعليم والبطالة والسكن بملف واحد هو "الصراع على المنافع"، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد؛ هل الحديث اليومي عن الموازنة يمكن أن يعوضهم، سنوات من التخبط والارتجالية والمحسوبية والانتهازية التي مارسها العديد من المسؤولين ؟، فبدلاً من أن يكون سعي النواب إلى أن يكون العراق تاريخاً من الاستقرار والازدهار، تحول على أيديهم إلى سلسلة طويلة من التجارب الفاشلة ، مرة في الحديث عن أخطاء الدستور ومرة في الحديث عن أخطاء الدستور، ومرات عدة في السعي إلى إقصاء الآخرين بكل وسائل الاجتثاث.

الموازنة العراقية التي تعاني من عجز بعشرات المليارات والشعب الذي مئات الآلاف منه يعيشون قرب خط الفقر، وجد البرلمان الحل وهو في بعث الأمل في نفوس الذين سرقوا الاخضر واليابس .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Khalid muften

    اطفاء السلف التي بذمة سراق المال العام جريمة ووصمة عار في جبين النواب الفاسدين.

  2. جعفر صادق رشيد

    2500 موظف حصل كل واحد منهم على سلفة بقيمة 300 مليون دينار عراقي قبل اقرار الموازنة بيومين و بعد اقرارها تم اطفائها عنهم.

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram