اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عن النزاهة واخواتها !

العمود الثامن: عن النزاهة واخواتها !

نشر في: 24 يونيو, 2023: 11:23 م

 علي حسين

أتمنى ألاّ تضايق ملاحظاتي التي سأطرحها في هذه الزاوية السادة المسؤولين عن القضاء في العراق، فما نكتبه في النهاية مجرد "حجي جرايد" كما يصر الكثير من مسؤولينا وساستنا. قرأت قبل أيام قليلة الخبر الذي يقول إن رئاسة محكمة استئناف بغداد الكرخ،

أعلنت تسلمها ملف التحقيق الإداري الخاص بالشكاوى ضد لجنة أبو رغيف. ولأنني من هواة "البحوشة"، فقد اكتشفت أن القضاء نفسه وفي أيلول من عام 2020 اعتبر أن لجنة ابو رغيف قد "التزمت بتطبيق جميع معايير حقوق الإنسان التي نص عليها الدستور". وبعد شهر واحد بالتمام والكمال عاد القضاء نفسه ليصدر بياناً علق فيه على الشكاوى ضد اللجنة، وجاء في البيان الجديد بأن: "جميع معتقلي لجنة ابو رغيف قد التقوا بذويهم أو محاميهم، وأن هذا حق مضمون قانوناً". هل أنا أدافع عن لجنة ابو رغيف؟.. لا ياسادة فأنا مواطن مغلوب على أمره يريد أن يعرف الحقيقة، وكيف تحول متهم مثل مدير المصرف الزراعي السابق إلى مناضل يتجول في الفصائيات يشرح لنا كيف عانى في السجن.. ولم يسأل أحد السيد المدير السابق عن البيان الذي أصدرته لجنة النزاهة في حزيران عام 2021 والذي يقول إن "دائرة التحقيقات في الهيأة أفادت بتجريم محكمة التمييز الاتحادية المدان: مدير المصرف الزراعي، من خلال المصادقة على قرار محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزيَّة القاضي بالسجن مدة ست سنواتٍ" . طبعاً من حق السيد مدير المصرف الزراعي أن يشكو من الظلم الذي وقع عليه فالرجل لم يتورط سوى بعدد قليل من ملايين الدولارات، بينما الذين نهبوا المليارات يخرجون في الفضائيات يصرخون "وا نزاهة"، كما أن من حق السيد جمال الكربولي أن يشكو ظلم السياسة بعد أن سهلت له أن يجلس على قائمة كبار الأغنياء، ومهدت له ولأحد أشقائه لفلفة أموال وزارة الصناعة مثلما تمت لفلفة الأموال التي تم التبرع بها لجمعية الهلال الأحمر. أيها السادة الأهم من الحديث المكرر عن لجنة ابو رغيف هو حق الشعب في أن يعرف من الذي سرق أمواله ومستقبل أبنائه. السؤال الجوهري لم يكن هو: كم مسؤولاً متهماً بسرقة أموال البلاد؟ ثم ــ وهذا هو الأهم ــ من الذي يتحمل مسؤولية ضياع مئات المليارات من موازنة العراق؟. ونريد كشعب أن نعرف أليست هناك ملفات فساد كثيرة لم يقترب منها أحد حتى هذه اللحظة لا لشيء إلا لأنها تمس أشخاصاً تحرص الدولة على عدم الاقتراب منهم، بل أن البعض ممن ملأ الفضائيات أغاني وحكايات عن النزاهة والشفافية، حيث تحول الفاسد والمرتشي إلى خطيب مفوّه عن الفضيلة والأمانة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid muften

    قريبا وبعون الله سينظم مدير المصرف الزراعي إلى مؤسسة السجناء السياسيين لكونه مناضل وسجين سياسي .

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram