اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البرلمان كلاكيت مرة ثانية

العمود الثامن: البرلمان كلاكيت مرة ثانية

نشر في: 9 يوليو, 2023: 11:46 م

 علي حسين

وأخيرا سيفتح البرلمان أبوابه بانتظار أن نستمع لخطب جديدة، ومعارك قادمة ونواب يملأون الفضائيات بلافتات وشعارات عن الإصلاح وبناء الدولة في عبارات فقدت صلاحيتها منذ أن خرج علينا إبراهيم الجعفري بمصطلح "القمقم"، وأوهمنا صالح المطلك بأن نواب البرلمان يسعون لبناء العراق، فاكتشفنا أنهم يبنون أرصدة ومشاريع خارج البلاد.

سيدخل النواب من جديد إلى القبة السحرية وستفتح لهم أبواب مغارة علي بابا، وسيتبارون في خطابات نارية دائماً ما تساعد على انتشار فايروس جديد في الجو اسمه الاحتباس السياسي وهو أخطر بكثير من فايروس كورونا الذي عانت منه البشرية قبل عامين. ولعل المواطن وهو ينتظر الموسم الجديد من برلماننا العراقي يتساءل: ماذا سيقول النواب في فصلهم التشريعي الثاني؟ حتماً سيملأون الفضاء بخطب وكلام معاد إلى درجة الملل لتكون النتيجة في النهاية صفراً في كل الاتجاهات. المواطن المغلوب على أمره يدرك جيداً أن أعضاء البرلمان الجديد لن يختلفوا، فهم سيتفقون على شيء واحد مهم وهو الحفاظ على المنصب، وترديد دعاء خلاصته: "اللهم أبق هذا الشعب مشغولاً ومغيباً. اللهم شتت شملهم.. وخيب سعي شبابهم، وبدد احتجاجاتهم. اللهم نسألك حسن القعدة على قلوب الناس. وطيب الإقامة على أنفاسهم، ولا نسألك ترك البرلمان أبدا". فيما سيردد فصيل آخر من النواب: "اللهم وسع أرزاقنا وكثر أموالنا. وأدم علينا نعمة انشغال المواطن بهمومه".

أؤمن كما يؤمن غيري كثيرون بأن أفكار وخطب العديد ممن يعملون في مهنة السياسة لو تم إلقاؤها على شعب آخر لأصيب معظمه بنوبات هستيرية من الكآبة والشيزوفرينيا.. ودعوني أسال السادة النواب : أليس ما جرى خلال السنوات الماضية خديعة وإخلال ببنود العقد بين الشعب ومجلس النواب؟، أليس هذا باطلاً يريد البعض أن يقلبه حقاً، لأنه يخدم أحلامه ومصالحه؟!

سيقول البعض حتماً: يارجل هل أنت ضد الديمقراطية والحياة النيابية.. أيها السادة اعذروا جهلي فأنا منذ أن صدّعت رؤوسكم بهذه الزاوية ، لديّ مشكلة مع ما يقوله "مقاولو السياسة" والمسؤولون عن الفساد والإصلاح، وتراني أضحك كلما أسمع "مقاولاً" سياسيا يذرف الدمع على حال العراقيين، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد، والأموال التي سلبت في وضح النهار. فما بالك أن أقرأ هذه الأيام مطولات عن الفساد والإصلاح؟، وفات الذين يجلسون على كراسي البرلمان، وهم يحققون الانتصار تلو الانتصار في مجال الشعارات، أن يقرأوا كتاباً صغيراً لمواطنهم "البغدادي" علي الوردي اسمه "وعّاظ السلاطين"، ففي هذا الكتاب سيجدون كما وجدنا نحن قرّاء هذا العلامة، حكايتنا جميعاً مع مندوبي الطائفية والخراب الذين يعتقدون أن الحــلَّ في أزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن سلطان يضحك عليها. الوطنية يا اعزائي ليست تغريدات ولا حلقات فضائية "، إنها مسيرة خالية من الكذب على الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram