TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بيان الإطار لن ينقذ الكهرباء !!

العمود الثامن: بيان الإطار لن ينقذ الكهرباء !!

نشر في: 11 يوليو, 2023: 12:13 ص

 علي حسين

مثل غيري من ملايين العراقيين كنت أحلم بأن يقدم لنا الإطار التنسيقي بياناً مقنعاً عن أزمة الكهرباء بدلاً من البيان الذي جاء فيه:أن"البلاد تشهد أزمة باتت تثقل كاهل المواطن العراقي بسبب قلة التجهيز في ساعات الكهرباء.

وبعد المتابعة والتقصيوتبيان الأسباب يدعو الإطار التنسيقي الحكومة العراقية إلى الاتصال بالجانب الأمريكي وحمله على الإطلاق الفوري للمستحقات المالية المترتبة عن استيراد الغاز الإيراني دون تأخير أو مماطلة". البيان يؤشر بوضوح إلى حالة من الالتباس والتردد بشأن قضية تهم معظم العراقيين ،مما يجعل أي مواطن مسكين لا يستطيع فهمها بصورة واضحة، المطَّلِع على الأزمة سيشعر أن غالبية الحكومات التي استلمت ملف الكهرباء منذ عام 2004 وحتى هذه اللحظة لا يعرفون ماذا في هذا الملف، فيما المواطن يتساءل:كيف ستحل أزمة الكهرباء التي استعصت منذ ثمانية أعوام عجاف؟.هناك فريق كبير من المسؤولين يقول إن أزمة الكهرباء سياسية، لكن هناك فريقاً كبيراً أيضا من المقربين يقاتل من أجل ألا تخرج وزارة الكهرباء من يديه، وبين هؤلاء وأولئك فريق ثالث ينتظر، هو هذا الشعب المسكين الذي يعيش في ظروف سيئة.وفي هذا الصدد، كنا قد سمعنا تصريحاً للسيد الشهرستاني عند توليه وزارة الكهرباء وكالة أيضا عام 2010 بعد استقالة كريم وحيد، حيث قال بالحرف الواحد "سأسعى لوضع خطط جديدة للنهوض بواقع الكهرباء"، ومضت الأيام والشهور والناس لم تر سوى الظلام وبعد أن تولى الشهرستاني نفسه منصبه نائباً لرئيس الوزراء قال في مؤتمر صحفي "إن الكهرباء ستكون من أولويات لجنة الطاقة"، تجليات النظرية الشهرستانية يمكننا أن نلاحظها في التصريحات المتناقضة التي ظهرت بعد فضيحة العقود الوهمية والجدل بشأن مسؤولية الوزير أم مسؤولية الحكومة ، ام مسؤولية امريكا ، وهو جدل يدخل ضمن معظم قصص الفساد التي يتم كشف الكثير منها، لكن سرعان ما يسدل عليها ستار النسيان لأسباب لا يعلمها إلا الله و"المقربون من الحكومة". ولأن العشوائية هي المتحكم الرئيسي في كل حياتنا فيصعب أن نعثر على رقم واحد وحقيقي للمبالغ التي صرفت على الكهرباء، فاللعب بالأرقام سياسة حكومية مستمرة منذ أن أخبرنا السيد إبراهيم الجعفري "إن العراقيين يعيشون أزهى عصورهم"، طبعاً الفقراء في العراق لا يشغلهم كم تبلغ نسبة النمو، وهل زاد العجز أم حدث انكماش، ولا تشغلهم تعبيرات الشهرستاني عن ثمار التنمية، كل ما يشغلهم عجزهم الشخصي عن تلبية احتياجات أسرهم، وأن يملكوا مالاً كي يروا ثمار التنمية في سكن صحي وكهرباء مستقرة ومستقبل آمن لأبنائهم. ولهذا اعتقد وانا مطمئن ان المواطن العراقي لن ينشغل ببيان الاطار التنسيقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid muften

    بعض سياسي الصدفة يفضل العيش في الظلام الدامس عقود دون إزعاج الأرجنتين والبحث عن البدائل..

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram