TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: احزاب واثقة!!

العمود الثامن: احزاب واثقة!!

نشر في: 22 يوليو, 2023: 10:53 م

 علي حسين

وعدَنا السيد مؤسس حزب "واثقون" والذي تسلم منصب "محافظ الحزب" بأن يُعيد النزاهة والشفافية إلى البلاد ومعها التنمية والصناعة والزراعة إذا ما تمّ انتخاب حزبه في مجالس المحافظات، ولا نعرف سبباً لهذا الاستعجال،

كذلك لا نعرف أي نوع من التنمية سوف يعيدها لنا محافظ حزب "واثقون"، إذا أردت عزيزي القارئ الجواب ستجده حتماً في دفاتر الديمقراطية العراقية الممتعة والظريفة، خصوصاً حين يخوض سدنتها نقاشاً بيزنطينيّاً حول مَن المسؤول عن كل ما جرى؟ ففي كل الأحول ستعيش مع مهرجان الخطب "الرنانة".

ماذا كان ينقص المهرجان الذي أقامه حزب "واثقون"؟، بالتأكيد "علامة العراق" إبراهيم الجعفري الذي فاجأ الشعب العراقي باختفائه، وهذا أمر غريب، وكل ما نتمناه أن تكون هذه المفاجأة "كذبة نيسان"، وأن يخرج علينا السيد الجعفري ليخبرنا أنه باقٍ معنا. ولأننا شاهدنا محافظ الحزب الجديد يناقش بحرارة الحلول التي ستنقذ هذه البلاد، كنا نتمنى من القائمين على الحزب أن يستفيدوا من التجربة السياسية للنائبة عالية نصيف وكيف قفزت من العراقية إلى البيضاء إلى دولة القانون.

بعد 20 عاماً من الفشل والمراوغات وسياسة نهب المال العام ،اكتشفنا أنّ ساستنا الأفاضل يعتقدون أن الشعب هو المتسبب بكل هذه الكوارث، ولهذا لابد ان يخرج الى العلن حزب بحجم "واثقوت " لكي يُعيد الشعب الى رشده . أما المسؤولية عن ملفات الفساد والفوضى ، فهذا الأمر متروك للزمن الذي سيضعها على الرف حتماً، ولهذا لا داعي لأن نبحث عن مصادر ثروات اصحاب الاحزاب الجديدة، الذين سيتحولون في المستقبل الى ثروات وطنية.

مليارات مزاد العملة التي تهرب بوصولات مزوّرة، أم العقود التي يتمّ الحصول عليها برشوة مسؤولين كبار؟ ففي ديمقراطيتنا الشفافة أكثر من اللزوم، لا يحقّ لنا أن نسأل من أين يخصل صاحب حزب جديد على كلّ هذه الأموال لينفقها على مهرجانات خطابية وندوات فاقدة اللون والطعم والرائحة ، وكيف يتمكن من إقامة مؤتمرات تصرف عليها مئات الملايين. في النموذج الديمقراطي العراقي، ليست النزاهة طريقا لتأسيس حزب، وإنما شعارات يتغنّى بها كل من يريد أن يحصل على قطعة لذيذة من الكعكة العراقية .

نتطلّع اليوم من حولنا، فنرى أصحاب مصارف يستنزفون أموال العراق، ونرى المسؤولين يمررون لرجال المال المشبوه، المشاريع والصفقات، ونشعر بأن الدولة يراد لها أن تتحول إلى خرابة، وأن الخلاف بين الساسة "الأفاضل" ليس على الرؤية الوطنية، بل على تقاسم الكعكة العراقية، وصار رجال المال يملكون أيضاً اللوائح الانتخابيّة، والفضائيات.

بالتاكيد ستتحول الاحزاب الجديدة إلى مصيبة اخرى تقع على رؤوس الناس البسطاء، فيما الاحزاب الجديدة " واثقة " من انها ستحصل على الحماية والوجاهة ومعها المال المنهوب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram