TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أحزاب أم دكاكين؟!

العمود الثامن: أحزاب أم دكاكين؟!

نشر في: 9 أغسطس, 2023: 12:13 ص

 علي حسين

نعرف من متابعة الأخبار في أرض الله الواسعة أن الهدف من تأسيس الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية، هو رفد الحياة السياسية بوجوه جديدة تسعى لخدمة المواطن. في الديمقراطية العراقية وحساباتها "البنكية"، فأن الأحزاب تتشكل من أجل الحصول على مزيد من الأموال والامتيازات والجكسارات

 

. بالأمس دار حوار بيني وبين أحد الأصدقاء عن الأحزاب الجديدة التي رفعت شعار الدولة المدنية واختارت لها أسماء براقة عن الإصلاح والنزاهة والليبرالية ، قال لي الصديق إن الفرصة سنحت له خلال الأيام الماضية لزيارة مقرات بعض الأحزاب التي تشكلت مؤخراً، والتي يدعي أصحابها أنها أحزاب مستقلة انبثقت من احتجاجات تشرين. فماذا رأيت؟ يقول الصديق؛ أحد الأحزاب يتخذ من بيت فخم له في اليرموك مقرا له ، حيث تقف أمام المقر السيارات الحديثة، وحين تسأل أصحاب الحزب الناشئ: من أين لكم هذا؟، يسود الصمت. حزب آخر يدعي الليبرالية، ويطالب بإعادة الحكم الملكي يتخذ من منطقة الجادرية مقراً لليبرالية الجديدة ، وأمام المقر تقف السيارات المضللة، وحزب آخر لا يبتعد عنه سوى عشرات الأمتار يدعي أصحابه أنهم يسعون إلى محاسبة الفاسدين. كل هذه الاحزاب " الواثقة " من نفسها تثير السوال المحير : من يموّلها ؟. قلت للصديق العزيز: هؤلاء هم امتداد لأحزاب صعدت على أكتاف شباب تشرين، البعض منهم اصبح مستشارا في الحكومة والبعض الاخر تسلل الى مكتب رئيس الجمهورية ، و لا ننسى الذين ذهبوا صوب مكتب رئيس مجلس النواب .وكنا قد شاهدنا من قبل مشاهد مثيرة، مثل مشهد عربة "التكتك" التي أبحرت ببعض النواب إلى قبة البرلمان، فيما اختار البعض أن يؤدي القسم الشعبي تحت نصب جواد سليم، وحاول بعض النواب آنذاك وهم يعبرون بخطواتهم عتبة البرلمان أن يقدموا للشعب مشاهد تبهجه، وفاتهم ان شؤون البلاد والعباد لا تدار بالتكتك ولا بالشعارات ولا بالهمسات والاتفاقيات الغامضة.. لا بد من أشياء أخرى مقنعة للناس وهذا ما يجب أن يتوفر في الأحزاب التي ترفع شعار التغيير وتنادي بإرساء أسس دولة مدنية. وحري بأهل هذه الأحزاب الجديدة أن يكون شغلهم الشاغل هو التكفير عن سيئات الأحزاب السابقة التي لا تزال تتخذ من تقاسم الكعكة العراقية منهجاً ثابتاً لها.

ولهذا يا أعزائي أيها السادة ساكني قصور اليرموك والجادرية والحارثية وما شابهها والذين يبدو أنهم "واثقون" من دخول قبة البرلمان، العراقيون اليوم وبعد أن قدموا آلاف الشهداء في المعركة ضد الإرهاب، وفي ساحات الاحتجاج يريدون أن يدخلوا مثل سائر البشر، عصر الحياة والرفاهية، والخروج من ذلّ الفشل والانتهازية .. يا أعزائي أصحاب الأحزاب الجديدة؛ الناس تريد أن تقرأ أرقام النموّ ومعدّلات التنمية، فقد ملـُّوا من قراءة الشعارات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram