TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رجل المستقبل

العمود الثامن: رجل المستقبل

نشر في: 9 أغسطس, 2023: 11:27 م

 علي حسين

في مثل هذه الأيام، وقبل 57 عاماً، أعلنت إمارة أبو ظبي، تولي الشيخ زايد بن سلطان مقاليد الحكم . عندما جلس الرجل البالغ آنذاك ثمانية وأربعين عاماً على كرسي الإمارة، كانت أول الكلمات التي اتخذها منهجاً لحكمه هي "لا قيمة للمال إذا لم يسخر لخدمة الشعب"

 وكان يرى أن "الحاكم الذي يوضع في السلطة ليحمي مصالح الشعب، سيكون دون قيمة إذا عاش لنفسه، وسخر ثروات البلاد لمصالحه الذاتية"، بهذه العبارة بدأت نهضة دولة الإمارات، لتصبح بعد عقود قصيرة واحدة من أنجح اقتصاديات العالم، المواطن فيها يحصل على دخل سنوي متميز. كان الهدف الذي عاش الراحل لأجله: تحقيق حياة أفضل للمواطنين والإسراع بمعدلات النمو عاماً بعد آخر.. في سنوات حكمه الأولى شعر الشيخ زايد أن إيصال الثروة والرفاهية للمواطنين قد يستغرق زمناً طويلاً، فكان أن قرر منح كل مواطن راتباً ، وعندما لاحظ إحجام بعض العوائل عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، اعلن عن منحة مالية لكل طالب وطالبة يذهبون بانتظام إلى المدرسة، لتصبح الإمارات بعد سنوات من رحيل مؤسسها على قائمة الدول الأولى في جودة التعليم إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفلندا.

على مدى سنوات حكمه التي تجاوزت الثلاثة عقود ورغم النهضة الكبيرة التي شهدتها الإمارات، ظل لشيخ زايد يردد : "ما زلنا في بداية الطريق"، فقد كان يؤمن أن ما حدث في الإمارات هو بداية الطريق لانطلاقات أكبر وانجح .

تخلصت الإمارات من مقرات الاحزاب الزائفة وشعاراتها الرنانة ، لتنشئ بدلاً منها الشركات والجامعات ومتاحف الفنون والمكتبات ، تتحول الصحراء إلى مدن بشوارع تشع سعادة وأحلام متواصلة تُصبح بفضل حكمة الشيخ إلى حقائق.

عندما قرر الراحل الشيخ زايد تأسيس الإمارات العربية عام 1971 كان العراق آنذاك ، يقدم خبراته إلى الجميع، وعقوله تسعى لتعمير البلدان، وبعد خمسة عقود تحولت الإمارات إلى ورشة للعمل، فيما لا يزال العراق حائراً في عدد الأحزاب وتوزيع مقاعد برلمانه" العتيد " بين الطوائف.

57 عاما اثبتت للعالم أن هناك طريقين للحكم : طريق تعيش فيه البلاد في ظل نظام طبيعي عادي ليس فيه شعارات وحروب، وطريق تتبدد فيه الثروات مثلما تتبدد فيه مصائر الناس ، وقد اختارالشيخ زايد للامارات العيش في نظام يحترم الحياة .

الذين يقلبون صفحات سيرة الشيخ زايد ، سيدركون قضية جوهرية خلاصتها : لكي تبقى ذكراك ساطعة في نفوس أبناء بلدك، عليك أن تحررهم من العوز والخوف من المجهول . وان يحجز المواطن مكانا له في مستقبل البلاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram