اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مستشار أم المقرّب؟!

العمود الثامن: مستشار أم المقرّب؟!

نشر في: 15 أغسطس, 2023: 12:29 ص

 علي حسين

لأننا حديثو العهد بالديمقراطية، فسنحتاج إلى مدة طويلة من الزمن لنستوعب الفرق بين مصطلح "مستشار" وكلمة "مقرّب"، فحتى هذه اللحظة الناس تعتقد أن لا فرق بين المقرب والمستشار مادام الإثنان قريبين من صاحب السلطة، وأزعم أن مصطلح المقرب هو النموذج السائد الآن وهو التعبير الحقيقي عن الحالة الديمقراطية التي وصلنا إليها،

 

والتي نبهنا إليها النائب محمد الزيادي عندما أخبرنا بأن الأمم المتحدة اجتمعت وناقشت وقررت وأصدرت بياناً اعتبرت فيه الديمقراطية العراقية أفضل ديمقراطية في العالم. تتذكرون هذا النائب الديمقراطي؛ محمد الزيادي، الذي ما أن أعلن عن فوزه بمقعد في البرلمان حتى قرر أن يحضر الجلسة الأولى للبرلمان وهو يرتدي ملابس قديمة وبسيطة ، معلناً أنه يتضامن مع الفقراء، وأنه لن يرتدي الغالي والنفيس، فِعل جميل لو أن السيد النائب لم يكن يوماً عضواً في مجلس محافظة المثنى لسنوات ممثلاً لائتلاف دولة القانون الذي في زمنه حصلت المثنى على المرتبة الأولى في عدد الفقراء.

المتابع للشأن العراقي يكتشف أن جيشاً جراراً من "المقربين" يحملون صفة مستشارين، يتحكم في شؤون الحكومة، بل أن هناك معلومات مؤكدة بأن هؤلاء المقربين هم سبب الفشل الذي يحاصرنا من كل اتجاه.

كان العراقيون يأملون أن يسمعوا كثيراً عن وظيفة المستشار والذي وضعت له الحكومات المتقدمة ثلاثة شروط لتولي المنصب: أولها الخبرة في مجال الاستشارة، الصفة الثانية بالمستشار هي الأمانة في إعطاء المعلومة ونقلها، والثالثة عدم تولي منصب تنفيذي في جهة الاستشارة نفسها، المختصون في مجال السياسة يؤكدون أن المستشار يساعد صانع القرار من زاويتين: أولاً توسيع دائرة البدائل المتاحة أمامه، وثانياً طرح سلبيات البدائل المتاحة حتى يكون صانع القرار على علم بما هو مقدم عليه. ماذا لو أن صانع القرار لا يرى استفادة حقيقية مما يتلقاه من المستشار من استشارات؟ وماذا لو وجد المستشار أن صانع القرار لا يستجيب لنصائحه؟ من المفروض حتماً أن يكون، هناك طلاق سياسي بين صانع القرار والمستشار لأن مهمة المستشار هي مراعاة الصالح العام. في العالم أجمع نجد أن صناع القرار يعتمدون على مستشارين يملكون رؤية متكاملة، يساعدون فيها المسؤول التنفيذي في رسم وتحديد برنامج عمل الدولة ، إلا في العراق، فالمستشار مجرد صديق مهمته الأساسية الموافقة على كل ما يتفوه به المسؤول، ففي عرف مستشارينا لا يجوز إزعاج صاحب القرار فهو أعلم بأمور البلاد والعباد، ولهذا يتحول المستشار إلى مجرد تابع يظهر أمام وسائل الإعلام لكي يقول إن كل شيء تمام وتحت السيطرة، وإن الخروج على القوانين إنما هو تجربة جديدة في الحكم ولكنها في الحقيقة رسالة تقول إننا نمثل على أنفسنا وعلى العالم ، ونضحك حتى نموت على أنفسنا من الضحك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram