TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: 56

العمود الثامن: 56

نشر في: 22 أغسطس, 2023: 11:47 م

 علي حسين

منذ 20 عاماً وهذه البلاد تتقدم في مجال الديمقراطية التي أوصلت تاجرا شاطرا مثل مثنى السامرائي إلى قبة البرلمان، لكنها، أي البلاد نفسها، تتردّد في خطوات التنمية والعدالة الاجتماعية والرفاهية، لأنّها ترى في العجلة الندامة،فماذا يعني إذا غابت الكهرباء عن بيوت الناس؟،

وماذا تنفعنا مشاريع تطوير التعليم ونحن بلد دخلنا موسوعة غينيس بعدد أيام العطل؟، حتى وصل الأمر بالمحافظات أن تتمدد وتستريح بأوامر من محافظيها "الأجلاء" ،ماذا يعني أن يتأخر قانون العنف الأسري؟، وان نشرع بدلاً عنه قانون امتيازات النواب وأحبابهم.المهم أن تترسّخ الديمقراطية التي علمنا أنها أصبحت أضحوكة. ففي تقرير نشرته إحدى الصحف العربية نقرأ العجب العجاب حيث عدد من الأحزاب في العراق، التي تستعد للمشاركة في عرس الديمقراطية الجديد "انتخابات مجالس المحافظات"، طالبت مجالس المحافظات بالغاء رقم 56 من قوائم تسلسل مرشحيها، وكانت الأحزاب طالبت بالشيء نفسه، في الانتخابات البرلمانية السابقة.. حيث يخشى بعض المرشحين للانتخابات ، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي .

أعذروني فأنا في مرّات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل حين أقرأ، أو أُشاهد مثل هذه الفعاليات "الطريفة"،هل أضحك من العبث والكوميديا السوداء، أم من خوف البعض ان يُتهم بالاحتيال وهو لم يفز بالانتخابات بعد .

لعل من أبرز المضحكات والمبكيات التي تحاصرني منذ إعلان مفوضية الانتخابات، تسجيلها عشرات الأحزاب وحتى الآن، والتي جميعها تأمل بالدخول إلى ساحة الصراع على المكاسب والمغانم.

أسوأ أنواع الكوميديا هي الضحك على المتفرجين، لا على الأحداث، في هذه الأيام أثقلت صفحات "كوميديا انتخابات مجالس المحافظات " النقاش الذي يعلو كل يوم مجالس سياسيينا حول "كنز علاء الدين الذي ستحصل عليه الاحزاب الفائزة في الانتخابات ، ، لأنهم هذه الاحزاب سوف تفعل ما تشاء أو ما تشاء لها المحاصصة.

أيها العراقيين اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ربما هو ساذج: إنسوا الديموقراطية العراقية الجديدة ، تعالوا نطالب باحزاب لا تلغي أحداً ولا تخوِّن أحداً ولا تعزل أحداً، بل تدعو جميع الناس إلى المشاركة في إدارة الحياة وبناء المستقبل، تعالوا نتفق على أنّ مجلس النواب مكان للخدمة العامة، وليس للصراخ والشتائم ، وكلّ ذلك لا يحتاج إلى أحزاب تخاف من الرقم 56، ولا إلى خطابات ثورية ، ولا دموع على السيادة . يحتاج فقط إلى ساسة صادقين مع أنفسهم أولاً، هدفهم بناء وطن صحي، لامكان فيه لصورة سياسي يخاف من الرقم 56 ، وإنما المكانة للقطات سياسية حقيقية، أبطالها مسؤولون يدركون معنى المسؤولية،سيقول البعض إنها أضغاث أحلام، وأقول؛ فليكن ، لنحلم بالأمل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram