TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودنص ردن عدد(2617)

عمودنص ردن عدد(2617)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 06:39 م

جقلبان
لانه يصر على استقلاليته   ويرفض الخطوط الحمر من اية جهة كانت ،  ويتمتع بحرية التعبير الممنوحة  له ولزملائه من الاعلاميين ، في زمن الديمقراطية،  وجد احدهم في العمل الصحفي خير وسيلة لخدمة "المواطنين " ، الا انه وفي لحظة مراجعة الذات  لتقويم الاداء  اكتشف بان عمله   يشبه النفخ بقربة مثقوبة ، لادراكه بان المسؤولين الكبار،  وحتى اصغر فراش في  الدوائر الرسمية ، غير معنيين بما ينشر ، والقصص الخبرية المدعومة بوثائق وحقائق   حول الفساد والمفسدين حصل عليها من الجهات المتصارعة والمتنافسة في الساحة السياسية، ومنها استخدام المال العام لأغراض شخصية، وتسلم مبالغ بملايين الدولارات، لقاء القيام بوساطات لحصول شركات اجنبية على عقود استثمارية في بلاده، فضلا عن حصوله على بيانات دقيقة بخصوص شراء مسؤولين كبار عقارات في دول الجوار ،  نشرت ولم تترك اي تاثير يذكر لدى الرأي العام .
في موقف يوصف بانه "جقلبان" على السلوك المهني والرسالة الاعلامية في البحث عن الحقيقة قرر الصحفي ترك المهنة والتوجه الى  عمل اخر  يمنحه فرصة اخرى لكشف ملفات "خطيرة "  وامام بسطية في سوق الشورجة تضم العاب اطفال وحاجيات اخرى جعل من صوته وسيلة اعلام "مستقلة "  لجذب الزبائن وشراء  بضاعته "  علج ايراني ابو النفاخة" المستورد القيادي في" حزب الـ ..... "ودب صيني  يجيد النشيد الوطني ، استيراد شركة فلان عضو مجلس النواب عن  الكتلة الفلانية ، وشيكولاته  تركية مصنوعة خصيصا للعراق لحساب شركة يديرها مستشار معروف.
الكثير من المارة  ينظرون الى صاحب البسطية بانه مجنون ،  ولا سيما انه في بعض الاحيان يسترسل بالحديث عن علاقة شخصيات عامة سياسية طبعا بممثلات سوريات ولبنانيات وعارضات ازياء من مختلف الجنسيات والاشكال والالوان ، ويدعو الاحزاب الوطنية ان وجدت كما يقول  لتنظيم تظاهرات احتجاجية  للدفاع عن العملية السياسية والتجربة الديمقراطية وانقاذها من الانحطاط .
المارة يحسدون الصحفي ابو البسطية على احتفاظه بحياته  حتى الان ، فصراخه المستمر يكفي لاتهامه بالمادة اربعة ارهاب ، وطالما حذروه من ممارساته اللامجدية في الاصلاح ، وعليه ان ينتظر انعقاد المؤتمر الوطني لتحقيق حركة اصلاحية شاملة والتمسك بالصبر الجميل  لحين تشريع المزيد من  القوانين  وتحسين العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وحينذاك  ستمرر جميع القوانين المعطلة وينتقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة ، وسيقف شعبه وراء "الدب الصيني" ليردد النشيد الوطني ، بعد تطوير ادارة الملف الامني والقضاء على المجاميع الارهابية المرتبطة بدول الجوار ، ويختفي المجادي من شوارع بغداد ، ويتم الاعلان عن هيئة وطنية مستقلة تستقبل شكاوى المواطنين  المنشورة بالصحف المحلية، ومثل هذا  التحول والتطور في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لا يمكن ان يحصل في الاحلام ، وربما يحتاج الى جقلبان عسكري ،  وفي ضوء الظروف الموضوعية والذاتية واللوجستية وغيرها من العوامل الاخرى  من المستبعد حصول ذلك ، لان طريق  تسلم السلطة في العراق لايتم الا بصناديق الاقتراع ، وليس عن طريق بسطية الصحفي في سوق الشورجة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سعد

    اجمل شرطيه عراقيه بعد سقوط الصنم

يحدث الآن

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

لا حلول لـ"الشح".. العراق يلوح بـ"تدويل" أزمة المياه مع تركيا لزيادة حصصه

اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: محبة المسيحيين

العمود الثامن: السخرية على الطريقة العراقية

التأثير السياسي التركي في سوريا بعد سقوط الأسد: الأهداف والاستراتيجيات

العمود الثامن: في الولاء الوطني

 علي حسين يعتقد العديد من مسؤولينا أن بلاد الرافدين التي يحكمونها الآن كانت تعيش في عصور الجاهلية، وقد قيض الله لها رجالا ليعيدوها إلى طريق الصواب، ولهذا ليس مهما توفير التنمية والازدهار والتعليم...
علي حسين

كلاكيت: المخرجون عندما يقعون في غرام الأدب

 علاء المفرجي 5 -لوليتا رواية للكاتب الأمريكي من أصل روسي فلاديمير نابوكوف، نُشرت في عام 1955 في باريس، فبطل الرواية همبرت همبرت هو أستاذ أدب في منتصف العمر مريض بشهوة المراهقين، يرتبط بعلاقة...
علاء المفرجي

النُّصيريَّة.. مِن سامراء إلى قرداحة

رشيد الخيون تُنشئ السّياسة المذاهب عند اقترانها بالدِّين، لكنْ بتعاقب الزَّمن، تنسحب وتبقى العقيدة الدّينيَّة خالصة، وبين حين وآخر يُستغل المذهب مِن قبل السَّاسة المنتمين إليه، هذا ما حصل مع النُّصيريَّة بسوريّة، فقد نشأت...
رشيد الخيون

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي* (الحلقة 11)التجربة الامريكيةفي قلب النظام التعليمي الامريكي، تكمن فكرة اللامركزية، حيث تتنحى الحكومة الفيدرالية جانبا لتفسح المجال امام الولايات والحكومات المحلية لتولي زمام الامور. هذا يعني ان كل ولاية، بل كل منطقة...
د. محمد الربيعي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram