اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مئوية نزيهة الدليمي وصمت النائبات

العمود الثامن: مئوية نزيهة الدليمي وصمت النائبات

نشر في: 17 سبتمبر, 2023: 11:55 م

 علي حسين

لم تكن الفتاة الخجولة التي ولدت في إحدى محلات بغداد ، إبنة الموظف البسيط الذي كان يقرأ لأبنائه جريدة حبزبوز لينمي فيهم روح التحدي للظروف الصعبة، أنها ستقف يوماً إلى جانب محمد مهدي الجواهري، وتجلس في اجتماعات الحكومة إلى جوار إبراهيم كبة ومصطفى علي وهديب الحاج حمود وحسين جميل وهاشم جواد ومحمد حديد وطلعت الشيباني وفيصل السامر وعبد اللطيف الشواف وقبل هؤلاء عبد الكريم قاسم. أتمنى عليك أن تراجع قائمة الأسماء جيداً، لتكتشف أننا الشعب الوحيد الذي يتأسى على ماضيه!.

الفتاة التي درست في دار المعلمات النموذجية وتخرجت من ا كلية الطب ، وتجولت طبيبة تداوي الناس في معظم مدن وقرى العراق، وجدت نفسها في مواجهة حقوق المرأة التي كان يراد لها أن تعيش وتموت كمواطن من الدرجة الثانية، أعلنت الدليمي الحرب على التميز لتؤسس أول رابطة للمرأة العراقية، وتصدر مجلة تستمد اسمها من كتاب قاسم أمين الشهير " .السيدة التي ظلت تناضل من أجل عراق بلا دكتاتورية واستبداد، قرر الوطن أن يكافئها بأن نسي أن هذا العام تمر ذكرى 100 عام على ميلادها ، وانها اول امراة عربية تتولى كرسي الوزارة في تاريخنا الحديث ، عذرا ايها السادة لجنة المرأة في برلماننا العتيد برئاسة دنيا عبد الجبار الشمري والتي تخاف من إقرار قانون العنف الأسري، ربما تجد أن الاحتفال بمؤية نزيهة الدليمي نوعا من انواع البطر ويخالف الشرع.

ظلت نزيهة الدليمي تحلم حتى آخر يوم في حياتها بصورة لعراق جديد شعاره المستقبل وغايته إسعاد الناس وبثّ الأمل في نفوسهم، جاءت نزيهة من عائلة فقيرة، ، نقلت فقر حالها ووعيها وعذابات المرأة العراقية إلى كل عمل سياسي واجتماعي قامت به.

هل كانت نزيهة الدليمي تعتقد يوماً أنّ الوطنية لم تعد طريقاً إلى عقول الناس وقلوبهم، وأننا تحولنا الى بلاد تسعى لتدريس فوائد الطائفية على شعوب الأرض؟، بينما تنسحب القيم الوطنية والثقافة إلى الوراء، مطاردة بتهمة الخروج على الأعراف الطائفية والعشائرية.

قبل أكثر من ستة عقود كتبت نزيهة الدليمي: "العمل السياسي يتطلب من صاحبه أن يملك عقلاً فاعلاً، وضميراً يقظاً". كانت هذه الجملة هي موجز لمنهجها الوطني، هل يمكن أن نجد مثل هذا السياسي الآن؟ ربما تضحك من المقارنة، وربما لا تصدق أن مثل هؤلاء السياسيين كانوا موجودين فى العراق، أو تسخر من سذاجتي وأنا أنقل مقولات وأحاديث مضت عليها عقود طويلة، لكن ياسادة كنت أتمنى أن أسأل ماذا لو عاشت نزيهة الدليمي إلى هذا اليوم لترى وتسمع ان في العراق تم تعيين وزيرة للمراة كانت تؤمن ان المرأة ظلع اعوج يجب تقويمه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram