علي حسين
كنت أنوي أن أكتب عن النائبة "المستقلة" التي ظهرت في مقطع فديو وهي تهدد أفراد من الجيش العراقي يؤدون واجبهم في محافظة ميسان ، معلنة وبقوة وتصميم بأنها ستجعل منهم ومعهم قائد عمليات ميسان "شذر مذر" وتفرقهم بين أركان الأرض الأربعة،
فكيف تسنى لجنود أن يحاججوا نائبة ويطالبوها بتنفيذ القانون، فهل النائبة مواطنة مثلنا من لحم ودم، حتى تستجيب للقانون، ونحن نعرف جيداً أن نوابنا "الأفاضل" فوق القانون وفوق الشعب أيضاً. فجميعنا يدرك أن النائب ما أن يجلس على كرسي البرلمان حتى يعتقد أنه من فصيلة أخرى من البشر.
ولهذا اسمحوا لي أن أترك النائبة وتهديداتها، وأكتب عن عراقية من نوع آخر، اسمها هدى قطان تعيش في أمريكا، تملك شركة "هدى بيوتي"، فمنذ ايام ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بأخبارها بعد ان اعلنت تضامنها مع فلسطين. حيث كتبت عبر حساب علامتها التجارية الشهيرة "هدى بيوتي" على "إنستغرام": "خلال الأسبوع الماضي، شاهدنا العديد من الفظائع في غزة، قلوبنا مع من يعانون ويتألمون هناك".
لم تمر كلمات قطان بسهولة ، حيث تعرضت لحملة مسعورة في أمريكا وأوروبا ل تدعوا الناس الى مقاطعة منتجاتها، وقامت بعض المتاجر الاوربية ، بإزالة منتجات "هدى بيوتي" من متاجرها. إلا ان السيدة قطان لم تتوقف او تضع راسها في الرمال بل ذخبت لتكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي : "لا أريد أموالاً ملطخة بالدماء".
هذه السيدة العراقية التي اسمها هدى قطان تقيم في بلاد العم سام حيث الرأي العام ومعه الإعلام منحاز وبشدة إلى جانب عدوان إسرائيل، استطاعت بمثابرتها أن تدخل مجال الأعمال التجارية الحقيقية، وليست تجارة عالية نصيف بالشعارات والتي مكنتها من أن تجني ملايين الدولارات ومعها عقارات من خلال تجارة رابحة اسمها الانتهازية والصراخ في الفضائيات . والأمر ليس مقتصراً على النائبة "المسكينة" عالية نصيف، فقد سبقتها زميلتها حنان الفتلاوي فصعدت سلم الثروة بخطوات سريعة وكانت التجارة هذه المرة اسمها التوازن في توزيع الخراب على العراقيين، واقامة حفلات استجواب مدفوعة الثمن داخل قبة البرلمان .
استطاعت العراقية هدى قطان أن تحتل لها مكاناً بارزاً في قائمة الناجحين، ووضعت اسمها في قائمة النساء المؤثرات في العالم، ورغم كل هذا لم تستخدم الشعارات البراقة والتضامن الزائف مع أهالي غزة، بل قررت أن تتبرع بمبلغ مليون دولار لمساعدة ضحايا العدوان الإسرائيلي ، لتكتب على صفحتها في انستغرام؛ "من المهم أن نقف دائماً إلى جانب. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونتظاهر بأن هذا لا يحدث".
بالتاكيد أنّ الذين وجدوا ضالّتهم في تهديدات نائبة ميسان وشعارات نوابنا المخادعة ، لا يتحمّسون كثيراً لنموذج مشرق مثل هدى قطان.