اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الحقيقة ليست في الصورة

العمود الثامن: الحقيقة ليست في الصورة

نشر في: 8 نوفمبر, 2023: 11:35 م

 علي حسين

قد تبدو عبارة "كبر الصمونة وزغر الصورة" أشبه بحكاية نسجتها مخيلة البسطاء من العراقيين، فلا تزال الناس تذكر زهد ونزاهة عبد الكريم قاسم، ولا يزال البعض ينسج قصصاً عن الرجل الذي لم يكن يحمل في جيبه أكثر من خمسة دنانير،

 

ربما سيقول البعض إن عبد الكريم قاسم دكتاتور عسكري، لا يفقه في السياسة شيئاً، لكني ياسادة لم أخصص هذا العمود للحديث عن ما جرى قبل أكثر من نصف قرن، فما يجري من أحداث ومواقف في بلاد الرافدين تجعلنا والحمد لله لا نلتفت إلى الماضي، بل نتحسر على المستقبل الذي يربطه البعض بانتخابات مجالس المحافظات، ولهذا ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تترك صمونة عبد الكريم قاسم، وتتأمل ما قاله السيد نوري المالكي قبل أيام قليلة معلقاً على تمزيق صور مرشحي ائتلاف دولة القانون فقد اخبرنا بكل صراحة : "إذا مزقوا واحدة فسنضع اثنتين بدل الواحدة حتى نصل بمسعانا إلى ما نريد".. وأتمنى عليك أن لا تسأل السيد المالكي ما هو مسعاه، ولا تتوهم مثلي أن ائتلاف دولة القانون سيراجع الأخطاء التي ارتكبها أثناء توليه مسؤولية إدارة مؤسسات الدولة، فأنا وأنت عزيزي القارئ نعرف جيداً أن قياديي ائتلاف دولة القانون يتصورون أننا شعب فقد الذاكرة، وأن ما مضى انتهى وعلى هذا الشعب أن يُصفّر العداد، ويبدأ مع ائتلاف دولة القانون مرحلة جديدة، مشفوعة بخطابات وهتافات عن إصلاح الدستور والخدمات، ومحاربة الفساد والمحسوبية والطائفية، وسنجد السيد المالكي يغرد حتماً وهو يتساءل عن الأسباب التي أدت إلى انتشار الرشوة، وسيختتم التغريدة بالتأكيد بالحديث عن القانون وضرورة محاسبة الخارجين عليه.

بعد حديث السيد المالكي عن تعويض الصورة بصورتين، هل يسمح لنا أن نسأل: من يعوض المواطن العراقي السنوات التي ضاعت من عمره بعد أن سلمت الدولة إلى فاشلين وسراق وطائفيين؟، من يقنع المواطن العراقي بأن الذين سرقوا حلمه بالتغيير والتخلص من دكتاتورية صدام، سيحاسبون وسيدفعون ثمن فشلهم ، من يقته المواطن العراقي وهو يرى نسبة الفقر في العراق تقفز والبطالة تحاصر الشباب، والصناعة صفر، والزراعة مهزلة، والاقتصاد خراب، والسياسة تحولت إلى مزاد لبيع المناصب ، ان الذين اجهظوا احلامه لا مكان لهم في الانتخابات الجديدة .

كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلاً، لماذا لا يزال في العراق مواطنين مهجرين من مدنهم وبيوتهم، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وسأكتفي بمتابعة أخبار مشعان الجبوري الذي أخبرنا أن الخلاف بينه وبين الحلبوسي على من يستطيع السهر إلى ساعات الفجر.

يا سيدي لم يعد ممكنا خداع العراقيين بزيادة عدد الصور ، فالعصر اليوم عصر صورة الواقع، لا صور الخطابات.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram