TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العراق يبحث عن صوفيا لورين في روما!!

العمود الثامن: العراق يبحث عن صوفيا لورين في روما!!

نشر في: 18 نوفمبر, 2023: 10:54 م

 علي حسين

يبدو أن الكثير من مسؤولينا يعتقدون أننا بلاد مرفهة، تعيش أزهى عصور الاستقرار والتنمية، والمواطن العراقي يعيش قمة الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، ولهذا لا بد من أن يُرفه المسؤول عن نفسه وعن حاشيته ومستشاريه.

 

في بلاد نتوهم نحن المغرضين من كتاب الأعمدة الصحفية أنها تعاني من أزمة سياسية خطيرة، بينما أخبرنا السيد مشعان الجبوري أن القضية مجرد "بح"، وفلسطين التي يبكي عليها ساستنا الأفاضل ، يُذبح أطفالها أمام شاشات الفضائيات، لكن المسؤول العراقي الذي أدى واجباته بكل "شفافية" لا يريد أن يرى ما يجري حوله، فيقرر أن يشد الرحال إلى بلدان العالم. وإذا كان هذا مفهوماً في أوضاع مستقرة، فإن غير المفهوم هو أن يقوم رئيس الجمهورية برحلة ثالثة إلى إيطاليا خلال مدة لم تتجاوز الخمسة أشهر بالتمام والكمال، فقد قرأنا بالأخبار صبيحة يوم السادس عشر من حزيران من هذا العام 2023 قيام رئيس الجمهورية بزيارة إلى إيطاليا، بعدها بأربعة أشهر قرر الرئيس أن يزور إيطاليا أيضا فخرجت علينا الصحف بخبر مفرح عن الزيارة يوم الخامس عشر من تشرين الأول من هذا العام أيضاً. ويوم أمس الأول الجمعة طمأنتنا رئاسة الجمهورية بأن الأمور عال العال، ولهذا قرر الرئيس ايضا أن يزور إيطاليا وبالثلاثة، ويمر بطريقه على الفاتيكان ليطمئن البابا أن قضية الكاردينال ساكو انتهت بعد أن أصدرت المحكمة الاتحادية قراراً برد شكوى ساكو واعتبار المرسوم الذي تم بموجه طرد ساكو من بغداد صحيحاً ودستورياً مئة بالمئة.. ولم ينس رئيس الجمهورية أن يخبر بابا الفاتيكان بأن أوضاع المسيحيين في العراق "بقى" لونها "بمبي" على حد تعبير المرحومة سعاد حسني.

لا أدري ما الذي يبحث عنه رئيس الجمهورية في روما، سيقول البعض ربما الرجل مغرم بالسينما الإيطالية، ويريد الاطمئنان على صحة النجمة صوفيا لورين التي أجرت عملية جراحية قبل شهر.

سيقول البعض يا رجل دع الرئيس في حاله، فقد حقق منجزاً كبيراً، عندما طرد " المشاغب " ساكو من بغداد ، وطمئن السيد ريان الكلداني ان لا احد بامكانه ان يقف بوجهه .

يقف العراق في هذه الأيام أمام قضايا مصيرية، الخلاف بين الأحزاب على تقاسم الكعكة وصل إلى مرحلة كسر العظم، فيما أحداث غزة تلقي بضلالها على المشهد العراقي. ومع ذلك تغاضى رئيس الجمهورية عن كل ذلك واعتبر أنها مجرد زوبعة ستنتهي ما دامت المحكمة الاتحادية موجودة، وفي كل الحالات زيارة روما ستحقق الرفاهية للشعب العراقي.

كان العراقيون يأملون أن تكون رسائل الرئيس العراقي مطمئنة لهم. لكن الرئيس أبى إلا التوقف عند متاحف روما وقصورها والبحث عن الجميلة صوفيا لورين ، فلا مكان لمشاكل العراقيين في هذه الإطلالات التاريخية والسينمائية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram