TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ديمقراطية السيدة النائبة

العمود الثامن: ديمقراطية السيدة النائبة

نشر في: 4 ديسمبر, 2023: 11:55 م

 علي حسين

عادت السيدة حنان الفتلاوي إلى هواية إطلاق التصريحات "الرنانة"، ففي المرّة الأولى حققت حلم العراقيين بديمقراطية التوازن، وفي المرّة الثانية أخبرتنا أن الديمقراطية لا تكتمل من دون إعلاء شأن المحاصصة، وهذه المرة تحذر المواطن العراقي الذي لا يرغب في إعطائها صوته بأنه سيخسر، ولم تخبرنا ماذا سيخسر مواطن يعيش منذ سنوات في دوامة الأزمات، ما أن تنتهي أزمة حتى تنتظره أزمة جديدة على الأبواب.

 

فعلاً، تدفعنا تصريحات السيدة الفتلاوي إلى الأسى، ليس لأن ما ورد فيها من معلومات وتحليلات يؤشر على حالة التعالي التي تنظر فيها النائبة إلى المواطن العراقي الذي يتحول هذه الأيام إلى رقم انتخابي، وإنما لأن ظهور مثل هكذا تصريحات في هذا الوقت بالذات، يجعلنا نؤمن بأننا نعيش عصر الكوميديا في كل شيء، من السياسة إلى الاقتصاد إلى التعليم إلى الصحة .

في كل مرة مرة نعيش فيها أجواء انتخابات يقولون لنا إنها لاختيار الأصلح، بينما هي، في واقع الأمر، مجرد ميكروفونات ودعاية، وخطب على الفضائيات، و بيان إلى الشعب الذي ينتظر على أحر من الجمر، بينما النتيجة محسومة ومعروفة حسب ما أخبرتنا السيدة الفتلاوي.

طوال الفترة الماضية، كان الكثير من النواب، يزبدون ويعيدون حكاية انقاذ المواطن العراقي من خلال صناديق الاقتراع ، وحين أدار أكثر من نصف العراقيين ظهورهم للانتخابات الماضية فان الامر لم يكن مجرد احتجاج ، وإنما لانهم ملّوا من المطالبة بأبسط حقوقهم، في حين أصر النواب على التأكيد بأن من خرجوا في الاحتجاجاج يطالبون بالحقوق ، كانوا ينفذون اجندة حارجية ، ولا ندري هل الدعوة إلى توفير الكهرباء تحمل في طياتها أجندة سياسية؟ وهل البحث عن فرصة عمل يحمل روائح تدخّل أجنبي؟ وهل المطالبة بسكن لائق تقف وراءها قوى إمبريالية؟

لكل هذا أو لبعضه، قررالناس قول لا..، مرة ومرتين وثلاثاً وعشراً لكل الفاشلين الذين تصدّرهم مجالس المحافظات ليتحكموا في رقاب العباد. ورفع الناس شعار لا للمرة الألف، لأن حريتهم وأمنهم واستقرارهم يساوي أكثر بكثير من المعروض عليهم من بضاعة منتهية الصلاحية. قالوا لا، لأن آثار معركة كرامة الإنسان ما تزال باقية في محافظات: البصرة وبابل والسماوة وميسان وواسط.

لقد تعامل المفسدون في مجالس المحافظات مع الناس بمنتهى الاستهتار والاستبداد والترويع، بل حاولوا ترويج صورة ظالمة عنهم باعتبارهم أعداء الاستقرار وأصحاب أجندات خارجية.

لا أعرف ما ستفرز نتائج انتخابات المحافظات إذا تم اجراؤها، وربما تفوز نفس الوجوه ، وأنا لست بساعٍ لتنفيذ أجندة خارجية ضد "جهابذة" مجالس المحافظات، ولكني أفترض أن الناس الذين اكتووا بنيران الفساد الاداري والمالي ، لا يحتملون معاناة فصول مأساة جديدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: إدفعوا الجزية للشيخ عبد الستار!!

العمود الثامن: ماذا حدث للمستشار؟

العمود الثامن: لايك عميل

قناديل: محافظٌ يخافُ شجرة الميلاد

ماذا يقول السيستاني؟

العمود الثامن: من يغني للمسؤول العراقي؟

 علي حسين مرت في اليومين الماضيين ذكرى ميلاد أم كلثوم التي ما تزال علامة من علامات الزمن الجميل، سيقول البعض يارجل لماذا تصر على تقليب دفاتر الماضي ، ولا تريد ان تنتبه للحاضر...
علي حسين

كلاكيت: المخرجون عندما يقعون في غرام الأدب

 علاء المفرجي -6- لعل الروائي تشارلزديكنزمن اكثر الروائيين الذين عولجت روايتهم للسينما، ومن أشهر رواياته التي اشتهرت عالمياً وتُرجمت لعدة لغات عالمية هي رواية (الآمال العظيمة) وأصبحت محط أنظار السينمائيين ليصنعوا منها أكثر...
علاء المفرجي

قراءة في تطورات التعليم العالي عام 2024 وتطلعات المستقبل

محمد الربيعي* في خضم التحديات التي تواجه وطننا، يظل التعليم العالي منارة الامل وشعلة التغيير. ففي عام 2024، شهد العالم نقلة نوعية في مناهج التعليم واساليب البحث، شكلت منعطفا هاما في مسيرة التعليم العالي،...
د. محمد الربيعي

النَّزاريَّة.. تجربتها أمام "تحرير الشَّام"

رشيد الخيون ربَّما تكون تجربة «النَّزاريَّة، أو ما أصطلح عليها بالحشاشين، مِن بين تجارب الفرق الدينية النَّادرة في تحولها، مِن العنف إلى المدنية والفنون والثَّقافة، تمثلها اليوم «اللأغاخانيَّة»، صاحبة مراكز البحوث، والمكتبات، والاهتمام بالعِمارة،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram