TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المشهداني والأقربون!!

العمود الثامن: المشهداني والأقربون!!

نشر في: 13 ديسمبر, 2023: 11:05 م

 علي حسين

ينقسم العراق الجديد إلى قسمين: واحد ينتظر الانتخابات وعطايا المرشحين الذين ستنتفخ جيبوبهم وأرصدتهم بعد أن يجلسوا على كرسي المحافظة ، وآخر يعشق العراق ويرفض أن يشارك في لعبة الكراسي ، ويحتقر الطائفية والهيمنة على مقدّرات البلاد،

وهناك بين هذا وذاك مَن يسمّى الأغلبية التي لا تهمها الانتخابات ولا اللافتات التي انتشرت في شوارع المدن العراقية ، وصراخ المرشحين في الفضائيات ، ولا يهمها من سيصبح رئيساً للبرلمان ، فهي تعرف ان لا فرق بين المشهداني والنجيفي ولم يكن سليم الجبوري بأفضل من محمد الحلبوسي ، فقط في القدرة على إثارة أجواء من المتعة ، ولهذا استقبل العراقيون تداول اسم محمود المشهداني رئيساً للبرلمان العراقي بنوع من البهجة .. أتمنى أن لا يعتقد أحد من القراء الأعزاء أن لدي مشكلة شخصية مع السيد المشهداني ، فالحمد لله أنا مثل ملايين العراقيين اتابعه من خلال شاشات الفضائيات ، وأجد في تعليقاته التي أدت إلى إقالته نوعاً من أنواع الترفيه عن النفس وتعويضاً عن حالة الهم والغم التي تشيعها الأجواء السياسية ، بل العكس أنا مدين للسيد المشهداني ومعه مجموعة من النواب أنهم السبب في استمرار هذه الزاوية في الصحيفة ، وأيضا لهم الفضل في استمرار الكوميديا العراقية ، وكان من آخر فصولها ما خرجت عليه تقارير المفوضية العليا للانتخابات حيث كشفت لنا مشكورة أن أكثر من 40 مرشحاً من أقرباء نواب ومسؤولين. حيث يظهر في قوائم الترشيح وجود 25 مرشحاً من أشقاء المسؤولين، و10 آخرين أبناء نواب ومحافظين، و9 أبناء عمومة وأزواج.وتتوزع هذه الترشيحات على مختلف القوائم التقليدية، وأبرزها دولة القانون، نبني، تقدم، وعزم، كذلك في القوائم المدنية.

شيء مفرح أن يدخل إلى ساحة الصراع على المكاسب والمغانم، أقارب نوابنا ومسؤولينا، فإذا كانت موازنات العراق على مدى 20 عاماً قد فرهدت، فلا بأس أن يستمر مسلسل الفرهود لعشرين عاماً قادمة .

عشنا خلال الأعوام الماضية مع سياسيين ومسؤولين رفعوا شعار" من خالفنا فهو خائن وعميل". ومزقت ستارة الوئام والوفاق الوطني.

أيها العراقيون اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ربما ساذجاً: إنسوا صناديق الانتخابات، فهي لم تجلب لنا سوى البؤس وشعارات فارغة عن التنمية والإصلاح . وتعالوا نطالب بمسؤولين هدفهم بناء المستقبل، بدلاً من دعوتنا إلى الآخرة، تعالوا نتفق أنّ مجلس النواب مكان للخدمة العامة، وليس للصراخ والشتائم، وكلّ ذلك لا يحتاج إلى عشرات الأحزاب والآلاف المرشحين، ولا إلى صور محمد الصيهود، وإطلالة محمد الحلبوسي وتقلبات جمال الكربولي. يحتاج فقط إلى ساسة صادقين مع أنفسهم أولاً، هدفهم بناء وطن صحي، لامكان فيه لشعارات مزيفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram