اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فتوى الشيخة عالية نصيف !!

العمود الثامن: فتوى الشيخة عالية نصيف !!

نشر في: 19 ديسمبر, 2023: 09:44 م

 علي حسين

يمكنك أن تتعامل مع انتخابات مجالس المحافظات على أنها "قدر ومكتوب على الجبين"، ذلك أن القوى المسيطرة على البرلمان والحكومة والاقتصاد وجميع مفاصل الدولة ، هي التي ستستريح على كراسي المحافظات ، ومن يعتقد أن هذه القوى ستترك مكاناً واحداً تنافسها عليه القوى المدنية والليبرالية يعيش عالما من الاوهام ،

فضلاً عن أن هذه الانتخابات افتقدت لأبسط شروط الديمقراطية عندما سمحت للقوى الأمنية أن تتدخل في لعبة السياسة وان تستخدم اصواتها لخدمة اطراف سياسية ، كيف يمكن أن نتحدث عن انتخابات صحية فى بيئة تعج بكل أصناف شراء الذمم واستخدام المال السياسي ، ومقايضة المواطنين على أرزاقهم ووظائفهم؟!!

ولأن هناك إصرار على استمرار حالة الكوميديا السياسية ، فقد خرجت علينا النائبة عالية نصيف لتعلن نفسها وكيلة لمرجعية النجف ، حيث اخبرتنا "إنّ المرجعية حثت على المشاركة في هذه الانتخابات". ولم تنس النائبة الهمامة بأن تذكرنا أن هناك مؤامرة تقودها الإمبريالية ضد " معاليها " وشقيقتها.

ربما يقول البعض لماذا تهولون الأمور؟، وسأقول للمعترضين نحن لسنا ضد أي نائب يحاول الترويج لقائمته إذا كان يحترم خيارات الآخر،لكن أن تستخدم النائبة اسم المرجعية بتحذير العراقيين من مقاطعة الانتخابات ، فأعتقد أن هذا أمر مرفوض، اذا عرفنا ان للمرجهية ناطق باسمها وانها لم تُصدر بيانا حول الانتخابات .

إن أي عاقل يدرك جيداً أن الدفاع عن مجالس المحافظات، يدخل في باب النصب والتدليس السياسي، وأن استدعاء الدين وتسخيره لخدمة مصالح حزبية وشخصية لعبة خطيرة ، خاصة إذا كان البعض يصر على تبرير أخطاء وفشل مجالس المحافظات السابقة .

وأنا أستمع لحديث النائبة عالية نصيف تمنيت عليها لو أنها بادرت وأصدرت لنا كتيباً حكومياً تكتب على غلافه: دليل الديمقراطية للمبتدئين.. طبعاً أن يحتوي الكتيب على وصايا تؤكد لنا أن لاشيء تغير .. فما زال المسؤول يحيط نفسه بسور عال من التابعين والموالين مهمتهم أن يدافعوا عن أي شيء يقوله .. وحتماً لن تنسى السيدة نصيف أن تعلمنا أن أول أصول الحكم الديمقراطي كما يفهمونها هو تضخم الاكاذيب من دون سياسة، حيث يصبح الشعب هو الهدف، وترويض الشعب وتخويفه بديلاً عن تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية الاجتماعية وسيظل أصحاب كتب الديمقراطية للمبتدئين هدفهم الةحيد بناء دولة الجماعة الواحدة التي تكون لها سلطة الأمر والنهي، والمنح والعطايا، .

وبالنظر إلى حالة الدروشة التي تلبست عالية نصيف ، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الدين والدفاع عن حقوق الفقراء والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبا ما تكون رديئة ومتهرئة، فضلا عن كونها بضاعة مزيفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram