علي حسين
يمكنك أن تتعامل مع انتخابات مجالس المحافظات على أنها "قدر ومكتوب على الجبين"، ذلك أن القوى المسيطرة على البرلمان والحكومة والاقتصاد وجميع مفاصل الدولة ، هي التي ستستريح على كراسي المحافظات ، ومن يعتقد أن هذه القوى ستترك مكاناً واحداً تنافسها عليه القوى المدنية والليبرالية يعيش عالما من الاوهام ،
فضلاً عن أن هذه الانتخابات افتقدت لأبسط شروط الديمقراطية عندما سمحت للقوى الأمنية أن تتدخل في لعبة السياسة وان تستخدم اصواتها لخدمة اطراف سياسية ، كيف يمكن أن نتحدث عن انتخابات صحية فى بيئة تعج بكل أصناف شراء الذمم واستخدام المال السياسي ، ومقايضة المواطنين على أرزاقهم ووظائفهم؟!!
ولأن هناك إصرار على استمرار حالة الكوميديا السياسية ، فقد خرجت علينا النائبة عالية نصيف لتعلن نفسها وكيلة لمرجعية النجف ، حيث اخبرتنا "إنّ المرجعية حثت على المشاركة في هذه الانتخابات". ولم تنس النائبة الهمامة بأن تذكرنا أن هناك مؤامرة تقودها الإمبريالية ضد " معاليها " وشقيقتها.
ربما يقول البعض لماذا تهولون الأمور؟، وسأقول للمعترضين نحن لسنا ضد أي نائب يحاول الترويج لقائمته إذا كان يحترم خيارات الآخر،لكن أن تستخدم النائبة اسم المرجعية بتحذير العراقيين من مقاطعة الانتخابات ، فأعتقد أن هذا أمر مرفوض، اذا عرفنا ان للمرجهية ناطق باسمها وانها لم تُصدر بيانا حول الانتخابات .
إن أي عاقل يدرك جيداً أن الدفاع عن مجالس المحافظات، يدخل في باب النصب والتدليس السياسي، وأن استدعاء الدين وتسخيره لخدمة مصالح حزبية وشخصية لعبة خطيرة ، خاصة إذا كان البعض يصر على تبرير أخطاء وفشل مجالس المحافظات السابقة .
وأنا أستمع لحديث النائبة عالية نصيف تمنيت عليها لو أنها بادرت وأصدرت لنا كتيباً حكومياً تكتب على غلافه: دليل الديمقراطية للمبتدئين.. طبعاً أن يحتوي الكتيب على وصايا تؤكد لنا أن لاشيء تغير .. فما زال المسؤول يحيط نفسه بسور عال من التابعين والموالين مهمتهم أن يدافعوا عن أي شيء يقوله .. وحتماً لن تنسى السيدة نصيف أن تعلمنا أن أول أصول الحكم الديمقراطي كما يفهمونها هو تضخم الاكاذيب من دون سياسة، حيث يصبح الشعب هو الهدف، وترويض الشعب وتخويفه بديلاً عن تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية الاجتماعية وسيظل أصحاب كتب الديمقراطية للمبتدئين هدفهم الةحيد بناء دولة الجماعة الواحدة التي تكون لها سلطة الأمر والنهي، والمنح والعطايا، .
وبالنظر إلى حالة الدروشة التي تلبست عالية نصيف ، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الدين والدفاع عن حقوق الفقراء والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبا ما تكون رديئة ومتهرئة، فضلا عن كونها بضاعة مزيفة.