TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حكاية كل عام

العمود الثامن: حكاية كل عام

نشر في: 30 ديسمبر, 2023: 09:33 م

 علي حسين

تقتضي منّا هذه المهنة التي يُطلق عليها "مهنة المتاعب"، والآن أصبحت وظيفة من لا مهنة لهم بفضل العشرين ألف صحفي المسجلين بدفاتر نقابة الصحفيين، بأن يتفرّغ العاملون فيها إلى متابعة ما يجري حولهم كل يوم، فلا مكان وسط " طلات " إبراهيم الصميدعي صاحب المقولة الشهيرة "أنا مستشار رئيس الحكومة بمزاجي" مضيفاً، لا فض فوه، إن مهمته أن يحل أزمات البلاد، وابتسامة محمود المشهداني وهو ينتظر صافرة العدو نحو كرسي رئاسة البرلمان.

واصرار القوى التي تريد السيطرة على مجالس المحافظات على تغييب المستقلين ، في ظاهرة لا تحدث في اتعس البلدانت .. غياب الصوت المستقل والاعتدال ليرتفع صوت المحاصصة والطائفية ، فالجميع لا يريد للمواطن ان يحتمي بوطنه ، وإنما بطائفته ، انها تداعيات الظهور المستمر لدعاة التوازن الطائفي .

تعلِّمنا الكتابة اليومية أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو تذكير الناس مرة ومرتين وثلاثاً بما يجري حولهم، ولهذا تجدنا نكرّر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات ناطقي الدولة ، وتناحر القوى السياسية من أجل المناصب والمغانم .

سنوات والعنوان في صحفنا الرسمية وشبه الرسمية هو واحد لا يتغيّر "نجاح خطة التنمية"، فلتحيا جميع الخطط، ولنطمئن مادامت الصناعة متطورة والزراعة مزدهرة والجامعات الأهلية بعدد نفوس العراق.

ونحن نستقبل العام الجديد نفسه من حق المواطن أن يسأل إن كانت القوى السياسية وهي تسعى للسيطرة على كل شيء جادة في تحقيق الخطط التي وعدت بها وعن الطريقة التي تتعامل بها مع الوقت والمال العام ومصالح المواطنين والاستعداد للمستقبل .

ولأننا في أيام عيد، أتمنى أن أستيقظ ذات يوم، فلا أجد في نشرات الأخبار خبراً يتعلق بالاستحقاق الطائفي، ليست عندي ياسادة من مقترحات غير التمني، وهي بضاعة المفلسين في عصر ظل يستمد معارفه وعلومه من مكتبة إبراهيم الجعفري التي لا أدري أين حلّ بها الدهر، بعد أن عاد الجعفري إلى موطنه الأول "بريطانيا".

سيقول البعض: بأيةِ حالٍ ستعود علينا السنوات ، لكنها ستعود ياسادة وسيكون فيها يوما من الايام تجديد برغم ، فمثلما يريد البعض لهذا الوطن أن يكون ضحية لمطامحه وقرباناً لدول الجوار، فإن هذا الشعب لا يمكن أن يواصل الرضوخ ليقدم كل عام تجربة فاشلة جديدة ، وتسرق آماله ومستقبله وأحلامه. جيث يواصل الكاذبون كذبهم، كما يشاءون، ويستمر المضحوك عليهم في استقبال مزيد من الحكايات الكوميدية عن الإصلاح والنزاهة.

في كل الأحوال، وبرغم الحال التي نستقبل فيها العام الجديد ، ومع شغفي بمتابعة تقلبات نوابنا الاعزاء ، أقول لكم: كل عام وأنتم على عتبة عام جديد أفضل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram