علي حسين
تقتضي منّا هذه المهنة التي يُطلق عليها "مهنة المتاعب"، والآن أصبحت وظيفة من لا مهنة لهم بفضل العشرين ألف صحفي المسجلين بدفاتر نقابة الصحفيين، بأن يتفرّغ العاملون فيها إلى متابعة ما يجري حولهم كل يوم، فلا مكان وسط " طلات " إبراهيم الصميدعي صاحب المقولة الشهيرة "أنا مستشار رئيس الحكومة بمزاجي" مضيفاً، لا فض فوه، إن مهمته أن يحل أزمات البلاد، وابتسامة محمود المشهداني وهو ينتظر صافرة العدو نحو كرسي رئاسة البرلمان.
واصرار القوى التي تريد السيطرة على مجالس المحافظات على تغييب المستقلين ، في ظاهرة لا تحدث في اتعس البلدانت .. غياب الصوت المستقل والاعتدال ليرتفع صوت المحاصصة والطائفية ، فالجميع لا يريد للمواطن ان يحتمي بوطنه ، وإنما بطائفته ، انها تداعيات الظهور المستمر لدعاة التوازن الطائفي .
تعلِّمنا الكتابة اليومية أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو تذكير الناس مرة ومرتين وثلاثاً بما يجري حولهم، ولهذا تجدنا نكرّر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات ناطقي الدولة ، وتناحر القوى السياسية من أجل المناصب والمغانم .
سنوات والعنوان في صحفنا الرسمية وشبه الرسمية هو واحد لا يتغيّر "نجاح خطة التنمية"، فلتحيا جميع الخطط، ولنطمئن مادامت الصناعة متطورة والزراعة مزدهرة والجامعات الأهلية بعدد نفوس العراق.
ونحن نستقبل العام الجديد نفسه من حق المواطن أن يسأل إن كانت القوى السياسية وهي تسعى للسيطرة على كل شيء جادة في تحقيق الخطط التي وعدت بها وعن الطريقة التي تتعامل بها مع الوقت والمال العام ومصالح المواطنين والاستعداد للمستقبل .
ولأننا في أيام عيد، أتمنى أن أستيقظ ذات يوم، فلا أجد في نشرات الأخبار خبراً يتعلق بالاستحقاق الطائفي، ليست عندي ياسادة من مقترحات غير التمني، وهي بضاعة المفلسين في عصر ظل يستمد معارفه وعلومه من مكتبة إبراهيم الجعفري التي لا أدري أين حلّ بها الدهر، بعد أن عاد الجعفري إلى موطنه الأول "بريطانيا".
سيقول البعض: بأيةِ حالٍ ستعود علينا السنوات ، لكنها ستعود ياسادة وسيكون فيها يوما من الايام تجديد برغم ، فمثلما يريد البعض لهذا الوطن أن يكون ضحية لمطامحه وقرباناً لدول الجوار، فإن هذا الشعب لا يمكن أن يواصل الرضوخ ليقدم كل عام تجربة فاشلة جديدة ، وتسرق آماله ومستقبله وأحلامه. جيث يواصل الكاذبون كذبهم، كما يشاءون، ويستمر المضحوك عليهم في استقبال مزيد من الحكايات الكوميدية عن الإصلاح والنزاهة.
في كل الأحوال، وبرغم الحال التي نستقبل فيها العام الجديد ، ومع شغفي بمتابعة تقلبات نوابنا الاعزاء ، أقول لكم: كل عام وأنتم على عتبة عام جديد أفضل .