علي حسين
أيها المواطن المغلوب على أمره ، لا تسلْ ماذا فعلت مجالس المحافظات في الماضي وما ستفعله في المستقبل، ولا تقل إن الكثير من أعضائها ظلوا يعتقدون أنهم يديرون شركة تهدف إلى الربح، فحولوا المشاريع والمقاولات إلى مقربين وأحباب وأصحاب. أيها المواطن لا تستغرب الصمت السياسي في مواجهة تصرفات مجالس المحافظات فقد أصبح الصمت شعار المرحلة.
أيها المواطن كنت تحلم بالتغيير فوجدت أمامك مسؤولين يستقوون بقرارات مجلس قيادة الثورة سيئ الصيت، ولا يزال العديد منهم يستلهم مسيرة الخال المؤمن خير الله طلفاح، بل ويصر على إخراجه من القبر ليطارد الفرح في شوارع بغداد وميسان والبصرة. مثل غيري، أتابع يومياً القرارات الكوميدية التي يتخذها عدد من المحافظين وكان آخرها قرار ثوري اتخذه محافظ مزهو بانتصاره " الساحق " في محافظته ، يمنع فيه نصب شجرة أعياد الميلاد امام المحال التجارية ، ومنع بث الأغاني والسبب لأن الأغاني تبث الرذيلة في نفوس الناس بينما يريد لهم المحافظ السير في طريق الهداية.
للأسف يبدو أن بعض محافظاتنا التي عانت من ظلم ايام الدكتاتورية في العقود الماضية ، لا يريد لها البعض ممن تولوا أمورها أن تفتح صفحة جديدة في جدار المستقبل، وهم مصرون على أن تبقى مكبلة للماضي من خلال تصريحات وقرارات تسعى إلى تحويل مدن العراق إلى ولايات تعيش زمن العصور الوسطى، حيث يسطر لها الولاة الجدد تاريخاً يرسمونه من خلال قرارات تعسفية تلاحق الناس في بيوتهم وأماكن عيشهم ، في زحمة اللهاث والصراع على المناصب لا مكان لمراجعة أخطاء الماضي ولا حتى النظر إلى عثرات الحاضر، نقرأ في الصحف ونشاهد في الفضائيات المقالات والتحقيقات التي تنشر ولم أجد يوما مسؤول او سياسي يسأل ما الذي حصل؟ وماذا تريدون؟ نسمع فقط من على المنابر الفضائية الشتائم المبطنة والوعيد والتهديد والبكاء على القيم التي يريد العبث بها "ثلة" من الخارجين على القانون. لا أعتقد أن متابعاً للشأن العراقي يمكن أن يتطلع إلى ما يحدث في مدن العراق اليوم، حيث نقرأ ونسمع الخطب الرنانة التي تدعونا للعودة إلى طريق الصواب، سيقول البعض إن البلدان لا تعيش على الماضي، لكن ها هو الماضي هناك، يذكرنا بأننا كنا نعلم الناس كيف يفرحون، لكننا اليوم يتعلم منا العالم كيف يبكي. فيا أهالي محافظاتنا الأعزاء وأنتم في انتظار الرخاء، حكومة تلو حكومة، والرخاء لا يأتي، والأزمات تشتد ولا تنفرج، لا تغضبوا، فالرهان اليوم على مدى قدرتكم على رفض سماع الأغاني والموسيقى.. والتخلص من الأغاني التي ستؤدي بكم إلى النار حتماً.. عندها ستجدون أن الرفاهية ستصل إلى أبعد نقطة في في العراق .. وأننا سنسرق السياح من كبرى دول العالم .