TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: انتخابات نعم .. ديمقراطية لا

العمود الثامن: انتخابات نعم .. ديمقراطية لا

نشر في: 4 يناير, 2024: 12:35 ص

 علي حسين

لأننا نعيش عصر الضحك على المواطنين ، فليس غريباً أن يتم التعامل مع نتائج انتخابات مجالس المحافظات باعتبارها نوعاً من ألعاب الاختبار أو قياس ردود الأفعال، دون أن نغفل أن معظم الإجراءات التي سيتم اتخاذها ستصب في مصلحة القوى السياسية وليس في مصلحة المواطن . وحسب ما خرج به اجتماع الإطار التنسيقي ليوم أمس ،

فإننا سنكون ذاهبين إلى شيء يشبه السيطرة على جميع المحافظات ، خصوصاً أن البيان يقول، ويؤكد، إن المحافظات ستتوزع ضمن رغبة الإطار حصراً مثلما أخبرنا القيادي في ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر.

ولو وضعت فى اعتبارك أن 80 بالمئة من الشعب العراقي لم يخرجوا إلى الانتخابات ، ولا يعنيهم من يفوز ، ويتمنون أن يصحوا من النوم فلا يجدوا شيئاً اسمه مجالس المحافظات ، فإن الصورة العبثية من الانتخابات لا تكتمل دون النظر إلى عملية الاستحواذ على كل شيء التي تمارسها بعض القوى السياسية .

لن يضير المواطن العراقي شيئاً إن هو صحا من النوم ولم يجد المحافظ فلان ، ولم ينفعه تعيين محافظين جدد ، ما دامت الدولة تدار حسب نظام تقاسم " الكعكة " .

ومع التسليم بأن إجراء انتخابات مجالس المحافظات ضرورة سياسية كما يدعي البعض ، فإن المنطق يقول إن هذه الانتخابات كان ينبغي أن تجرى على أرضية سليمة، وفى مناخ سياسي خال من عيوب الاستحواذ والسيطرة التي يفرضها البعض .

يدرك المواطن العراقي الذي امتنع عن بيع صوته أن جميع الأحزاب والتكتلات تُمني النفس بالسيطرة على مجالس المحافظات ، ولهذا رفع الثمانون بالمئة من العراقيين شعار "لا".

على مدى سنوات استهلكت الكتل السياسية طاقة العراقيين ومعها ثرواتهم في جدال عقيم حول أهمية مجالس المحافظات ، وخرجت تظاهرات تشرين التي راح ضحيتها المئات من الشباب لتسدل الستار على ما يسمى " مجالس المحافظات " واعتقدت الناس أنها انتهت من الجدال العقيم حول أيهما أنفع؛ المحافظ أم مجلس المحافظة؟، لكن يبدو أن مصائر البلاد والعباد مجرد لعبة بيد القوى السياسية التي تعتقد أن مسؤوليتها توجيه الشعب حسب رغباتها وليس حسب رغبات المواطن .

إن ما يجري في الكواليس وعلى لسان بعض الساسة إنما هو خطاب إقصائي ، بما يجعلنا نقولها مرة أخرى: لقد تجاوزت بعض الكتل السياسية مرحلة السيطرة ، لتطل علينا في مرحلة جديدة شعارها "وحدي وليذهب الآخرون إلى الجحيم" .

وإذا كان هناك حرص حقيقي على الديمقراطية والعملية السياسية فليس أقل من الغاء هذه الحلقة الزائدة وتنقية البلاد من فايروسات الانتهازية والسيطرة ونهب المال العام وبيع المناصب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    طغمة الحكم الفاسدة لو تدرك أن التصويت في الإنتخابات يهدد مصالحها لما سمحت لنا به

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram