اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عالم مشعان

العمود الثامن: عالم مشعان

نشر في: 9 يناير, 2024: 10:34 م

 علي حسين

أرجوك أن لا تستغرب كثيراً وأنت تستمع إلى النائب السابق مشعان الجبوري يقول في حوار تلفزيوني لم يمض عليه أكثر من 24 ساعة :" التقيت رئيس المحكمة الاتحادية جاسم العميري وقال لي بالنص ( طردتك من المنصب ليس بسبب شهادتك ، وإنما وجدتك خطراً على العملية السياسية فقررت إخراجك من مجلس النواب ) ،

هل اطمأنت نفسك الآن عزيزي المواطن بعد أن انتظرت أن ترد المحكمة الاتحادية على ما قاله السيد مشعان ، لكن الصمت أصبح سيد الموقف .. تذكر جنابك أن رئيس المحكمة الاتحادية أخبرنا مشكوراً قبل أيام أن :" انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة رسالة إلى كل دول العالم بأن العراق يتجه قُدماً وفق أسس صحيحة وثابتة ".واضاف اننا نقدم كل يوم تجربة ديمقراطية متميزة .

ثمة أمور في الحياة يبقى أثرها عبر التاريخ، ومنها المشاريع الديمقراطية في العراق التي سمحت للمحكمة الاتحادية أن تُفصِّل القانون حسب المطلوب ، وليس حسب رغبة الناس.

معروف لدينا في هذه البلاد أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فديو كوميدي لأحد العاملين في حقل السياسة ، ومنذ سنوات والنواب يقصفون الناس بحكاياتهم الطريفة والظريفة وبفديوات يقدمون فيها صورة كاريكاتيرية للعراق الجديد

ولأن البعض يريد لنا أن نعيش معه تاريخاً جديداً من الكوميديا ، فلا يهم أن يحاول مشعان الجبوري او عالية نصيف إعادة كتابة التاريخ من جديد ، فالجميعه يعتقد ان هناك مؤامرة كونية ضده .

والآن اسمحوا لي أن أسأل سؤالاً بسيطاً : ماذا سنخسر كمواطنين إذا غابت عن حياتنا مثل هذه الحوارات ، المؤكد أننا لن نخسر شيئا ، والدليل ان غياب عباس البياتي وقفشاته واختفاء محمود الحسن في ظروف غامضة ، واعتزال صالح المطلك لم يؤثر على ظهزر شخصية ظريفة مثل ابو شاهين يسعى لمنافسة بعض السياسيين ، لكنه بالتاكيد سيفشل .

مضحكة الديمقراطية العراقية ، فلسنوات نكتب ونؤشر عن الخراب والجميع يرفع شعار لا ارى .. لا اسمع .. لا اتكلم .

والان عزيزي القارئ وانت تسمع وترى ما قاله السيد مشعان الحبوري هل لازلت تعتقد اننا بلد غريب على الديمقراطية .. إذا سألت عن رأيي ، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف كيف ولماذا يتحدث مشعان الجبوري بكل هذه الثقة ، ومن سهل له الحصول على كل هذه الامتيازات والمكانة خلال سنوات قليلة ، اذا كان يشكل خطرا على العراق ؟ وأيضا لا ندري سر هذه المحاصصة التي ننام ونصحو عليها، والتي تكشف كل يوم زيف الشعارات التي رفعت حول الكفاءات، وصدّعت رؤوسنا بحديث عن المهنية لكنها أمام تقاسم السلطة آثرت أن تنضمّ إلى عالم مشعان ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram