علي حسين
أرجوك أن لا تستغرب كثيراً وأنت تستمع إلى النائب السابق مشعان الجبوري يقول في حوار تلفزيوني لم يمض عليه أكثر من 24 ساعة :" التقيت رئيس المحكمة الاتحادية جاسم العميري وقال لي بالنص ( طردتك من المنصب ليس بسبب شهادتك ، وإنما وجدتك خطراً على العملية السياسية فقررت إخراجك من مجلس النواب ) ،
هل اطمأنت نفسك الآن عزيزي المواطن بعد أن انتظرت أن ترد المحكمة الاتحادية على ما قاله السيد مشعان ، لكن الصمت أصبح سيد الموقف .. تذكر جنابك أن رئيس المحكمة الاتحادية أخبرنا مشكوراً قبل أيام أن :" انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة رسالة إلى كل دول العالم بأن العراق يتجه قُدماً وفق أسس صحيحة وثابتة ".واضاف اننا نقدم كل يوم تجربة ديمقراطية متميزة .
ثمة أمور في الحياة يبقى أثرها عبر التاريخ، ومنها المشاريع الديمقراطية في العراق التي سمحت للمحكمة الاتحادية أن تُفصِّل القانون حسب المطلوب ، وليس حسب رغبة الناس.
معروف لدينا في هذه البلاد أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فديو كوميدي لأحد العاملين في حقل السياسة ، ومنذ سنوات والنواب يقصفون الناس بحكاياتهم الطريفة والظريفة وبفديوات يقدمون فيها صورة كاريكاتيرية للعراق الجديد
ولأن البعض يريد لنا أن نعيش معه تاريخاً جديداً من الكوميديا ، فلا يهم أن يحاول مشعان الجبوري او عالية نصيف إعادة كتابة التاريخ من جديد ، فالجميعه يعتقد ان هناك مؤامرة كونية ضده .
والآن اسمحوا لي أن أسأل سؤالاً بسيطاً : ماذا سنخسر كمواطنين إذا غابت عن حياتنا مثل هذه الحوارات ، المؤكد أننا لن نخسر شيئا ، والدليل ان غياب عباس البياتي وقفشاته واختفاء محمود الحسن في ظروف غامضة ، واعتزال صالح المطلك لم يؤثر على ظهزر شخصية ظريفة مثل ابو شاهين يسعى لمنافسة بعض السياسيين ، لكنه بالتاكيد سيفشل .
مضحكة الديمقراطية العراقية ، فلسنوات نكتب ونؤشر عن الخراب والجميع يرفع شعار لا ارى .. لا اسمع .. لا اتكلم .
والان عزيزي القارئ وانت تسمع وترى ما قاله السيد مشعان الحبوري هل لازلت تعتقد اننا بلد غريب على الديمقراطية .. إذا سألت عن رأيي ، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف كيف ولماذا يتحدث مشعان الجبوري بكل هذه الثقة ، ومن سهل له الحصول على كل هذه الامتيازات والمكانة خلال سنوات قليلة ، اذا كان يشكل خطرا على العراق ؟ وأيضا لا ندري سر هذه المحاصصة التي ننام ونصحو عليها، والتي تكشف كل يوم زيف الشعارات التي رفعت حول الكفاءات، وصدّعت رؤوسنا بحديث عن المهنية لكنها أمام تقاسم السلطة آثرت أن تنضمّ إلى عالم مشعان ..