TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قل 18 ولا تقل 20

العمود الثامن: قل 18 ولا تقل 20

نشر في: 10 يناير, 2024: 11:23 م

 علي حسين

كرّس العلامة الراحل مصطفى جواد حياته من أجل غنى اللغة العربية التي تعمّق فيها، حتى قال عنه مجمع اللغة العربية يؤبّنه: "كان عالماً فذّاً وذوّاقاً للّغة وحريصاً على التعمّق فيها وإغنائها" وكان دائم الرد على كل من يحاول أن يحطم أو يتجاهل معشوقته العربية بعبارته الشهيرة " قل ولا تقل " .التي تحولت إلى واحد من أجمل كتب اللغة العربية .

لا أريد أن أحول مقال اليوم إلى محاضرة في اللغة ، فأنا والحمد لله ما أزال أخلط بين المعلوم والمجهول، مثل معظم مسؤولينا الذين يبرعون في تسجيل كلّ كارثة تصيب هذا الشعب ضد السيد مجهول، لا جديد في الأمر سوى اختلاف صفة المجهول، فان تتفحم جثث الأطفال في مستشفى عراقي أمر لا يحتاج منا أن نطالب المسؤولين الكبار بالاستقالة .

منذ ان خرج علينا المرحوم أفلاطون بنظريته السياسية عن العدالة ، وأنها تعني حكم الأكفأ والأكثر إخلاصاً ، والناس في بلادي تتحسر وهي تقرأ أخبار البلدان السعيدة التي أصر حكامها أن يعيش المواطن بكرامة وأمان ورفاهية .

في الرابع من كانون الأول عام 2006 تولى الشيخ محمد بن راشد مسؤولية الحكم في إمارة دبي ، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى ثمانية عشر عاماً استطاع فيها أن يسابق الزمن ليضع دبي على قائمة المدن الأكثر تطوراً ، بل ياسيدي قل إن الطموح أن تصبح دبي، واحدة من أكبر ثلاث مدن اقتصادية في العالم ، وقل أيضا أن حلم حاكم دبي أن تصبح الإمارات واحدة من أهم مراكز المال في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة بعد أن اصبحت واحدة من أهم بلدان السعادة والتسامح .

18 عاماً في سباق مع التنمية والإعمار والازدهار، واسمحوا لي أن أقول لكم أنه لا مكان في حكومة الإمارات لأي مسؤول غير استثنائي ، والشعار أن تتحول المدن جميعاً إلى ورش عمل وبناء، من دون خطب رنانة ولا معارك على الفضائيات ، ولا استعراضات، الاستعراض المسموح به فقط : المزيد من ناطحات السحاب والانفاق ، والمطار الذي يدخل إليه معظم شعوب العالم.

أعرف أنني أكرر نفسي عندما أثير دائماً المقارنة مع بعض البلدان ، ولكن ماذا أفعل ياسادة وبلاد الرافدين التي كان المواطن فيها يأمل بعد عام 2003 أن تتحول إلى ورشة للعمل والاستقرار والسعادة ، فاذا بنا إمام ساسة يتحدثون عن مشاريع التغيير والديمقراطية النزيهة والبلاد التي ستمتلئ خيراً، ، لكنّ المواطن يعرف جيداً أن ما يقال على الفضائيات والمهرجانات الخطابية، لا يعدو كونه مجرد كلام في كلام .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram