TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بغداد بين صواريخ طهران وطائرات اردوغان

العمود الثامن: بغداد بين صواريخ طهران وطائرات اردوغان

نشر في: 17 يناير, 2024: 12:29 ص

 علي حسين

تقول لكم إيران: "إن القصف جاء رداً على الجرائم التي ارتكبها أعداء إيران"، وعندما تقولون لها:وما علاقة الأراضي العراقية بأعداء إيران؟، يجيب عدد من المحسوبين على العراق ويتقاضون رواتب ويتمتعون بالامتيازات من بلاد الرافدين:

"لماذا تعادون إيران؟..وعندما يكتب مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي:"اطلعنا ميدانياً وبرفقة أعضاء اللجنة التحقيقية، على منزل رجل الأعمال المستهدف ليلة أمس في أربيل، وتبين أن الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة، وسنرفع التقرير للقائد العام"، تجد من يسخر منه ويقول: معقولة عرفت بهاي السرعة؟، بينما أحد نجوم الفضائيات العراقية يكتب ساخراً من الأعرجي: "لا أعتقد أن إيران التي تعرفها تشتبه بين وكر إرهابي وبين مسكن مدني".

وقبل أسابيع قالت أنقرة إنها ستستمر في قصف الاراضي العراقية، وفاضت واستفاضت وهي تحذر من الاقتراب من قواتها المتواجدة في العراق، فيما كان وزير الدفاع ثابت العباسي يقبل في أنقرة يقيل وجنتي وزير الدفاع التركي.. في الأسابيع الماضية كان نوابنا الأعزاء مهمومين باختيار رئيس لبرلمانهم ، ووضعوا شروطاً أبرزها أن رئيس البرلمان القادم يجب أن يحظى بمباركة الجارة العزيزة .

منذ سنوات لا يمر يوم على المواطن العراقي، إلّا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم منحوا تركيا 24 ساعة لسحب قواته من العراق، وانهم يحذرون من المساس بسيادة العراق ، تحوّلات كبرى ابتدأت بلخطابات الحماسية ثم تحولت إلى صمت مطبفق ، وفوجئنا أخيراً بأنّ وزير الدفاع العراقي يبتسم في انقرة ، في الوقت الذي تصر فيه الطائرات التركية على التجول في سماء العراق . ويعذرني السادة المسؤولون، لأنني أحسب عليهم خطواتهم، وهو ما يغيض بعض القرّاء الأعزاء، الذين يعتقدون أنّ مهمة الكاتب لا تتلخص بمتابعة السياسيين وتقلباتهم، وإنما في الحديث عن الثورة التي أحدثتها عالية نصيف في مفاهيم العدالة والديمقراطية، ولأنني كاتب على باب الله، مازلتُ أشعر كعراقي بالاستغراب من الذين يصرّون على أنّ حياتنا لم تُصَب بعد بالخراب

وأنا أتابع تصريحات مسؤولينا حول السيادة، وما بينها من عنتريات، أثار انتباهي أن الذين يتحدثون عن السيادةهم أنفسهم يصمتون ، وهم يقراون اخبار القصف الايراني وقبله التركي .

أٌثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"، وقطع أنف ترامب!! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلّب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة أردوغان، وفي كل الأحوال "السيادة محفوظة" حتماً !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram