علي حسين
(تعساً لكل نائب باع صوته مقابل حفنة من الدولارات)
المسافة هنا بين الهزل و الجد، قصيرة إلى حد لا تعرف هل هذا الحديث سخرية منا نحن المواطنين، أم مجرد تغريدة حماسية يصف بها النائب السابق عزت الشابندر، الازمة التي حصلت حول انتخاب رئيس مجلس النواب.
تخيلت بعد قراءتي تغريدة الشابندر، أنها حلقة من حلقات برنامج الكاميرا الخفية أو أن السيد الشابندر يريد أن يمتحن ذكاء العراقيين وذاكرتهم، فالرجل معروف بأن له أيادي بيضاء ويرتبط بعلاقات مع مسؤولين كبار في النظام السابق، وهو صديق لهم، وله أيادي ممتدة داخل جيوب الساسة السنة، ونتذكر أنه أخبرنا عام 2010 بأنه التقى مع محمد يونس الأحمد، وقال بالحرف الواحد إن " اللقاء كان سياسيا "، وصحيح أن الشابندر متقلب، مرة يشتم حزب الدعوة، ومرات يمجد إنجازات نوري المالكي.. ولأنه يهوى لعبة "الثعلب فات فات" فقد خرج علينا قبل أيام ليحذرنا من انتخاب رئيس للبرلمان كان بعثياً حسب قوله، وتباكى على العملية السياسية ليقنعنا أنه خائف على الوطن.. وهو الذي سخر من العراقيين ذات يوم ووصفهم بأنهم عبيد لكل دكتاتور.. وسخر من ضحايا الإرهاب حين جلس يسامر يونس الاحمد.
ما يكتبه عزت الشابندر من تغريدات يتباكى فيها على الديمقراطية العراقية، يجعلني أعترف بأن في هذه البلاد ما يضحك، وبأننا شعب نجيد فن النكتة، على عكس ما يشاع عنا في الفيسبوك من أننا شعب يرفض الضحك على ما يجري من كوميديات سياسية، وأن بإمكاننا أن ننفجر في ضحكة عالية، سرعان ما تتحول شيئاً فشيئاً إلى قهقهات. وإذا ما سُئلنا عن سبب ضحكنا، سنجيب بكل بساطة: يمكنكم مشاهدة قراءة تغريدات الشابندر، وهو ينافس إبراهيم الجعفري على مكانته في قلوب العراقيين.
السخرية فن تنشيط الذاكرة، كما يخبرنا صاحب كتاب الضحك هنري برجسون، لكننا نعيش للأسف مع ساسة لا يطيقون السخرية إلا على خصومهم. لكن السيد عزت الشابندر سوف يظل يصطاد الضحكات منا ويتحدى أن يقلده أحد.
في معظم بلدان العالم توفر السياسة مادة دائمة للساخرين، وقديماً كان نوري السعيد يضحك كلما شاهد كاريكاتيراً له مرسوماً على غلاف مجلة الوادي، أو كلما قرأ الملك فيصل الأول مقالة تسخر من سياسته يكتبها موسى الشابندر بتوقيع علوان أبو شرارة !
إحدى حسنات السياسي العراقي أنه حرّك في العراقيين، حاسة الضحك والتنكيت وتحويل مسلسل ” عالية وحنان ” إلى مسلسل نكات يومية على ما يجري من مهازل.
جميع التعليقات 2
Khalid muften
لانستغرب من سلوك بعض النواب من أخذ الرشوة فبعضهم باع كرامته ليشتري بنات الهوى .
Anonymous
شكرا لك استاذ علي لانك الوحيد الان في ساحة الصحافة التي تذكي الذاكرة العراقية بهزالة السياسيين او مايسموا بالسياسيين العراقيين .