علاء المفرجي
- 3 -
نعود الان بتأثير السينما الأميركية على الاقتصاد والاخلاقيات، وسأقف هنا عند قضيتين الأولى الخلاسة والثانية المثلية.
حتى الخمسينيات كانت العلاقة الجنسية بين مخنلف العرقيات محرمة، وتم ابطالها عام 1956، كان خطر الاختلاط الجنسي متجذرا بقوة في الثقافة الأميركية حتى ان ولاية ميريلاند تعتبره جرما يعاقب عليه القانون
حتى لما كانت خجولة وعفيفة كانت احتمالية الزواج المختلط في فيلم احزر من القادم للعشاء؟ مغامرة جريئة عام ١٩٦٨: شابة بيضاء من عائلة محترمة مقدمة على الزواج من طبيب اسود (ادى شخصيته سيدني بواتييه)
هكذا مر عرض الحارس الشخصي عام ١٩٩٢ بشكل اكثر سلاسة بكثير وهو فيلم حكى العلاقة (المستحيلة) بين مغنية بوب سوداء (ويتني هيوستن) وحارسها الشخصي الابيض (كيفن كوستنر) مع ان موضوع الفيلم كان مطروحاً منذ عام ١٩٧٦ لكنه كان قابل بالرفض لانه مثير للجدل اكثر مما ينبغي.
بعد تغريدة بارك أوباما التي يبارك فيها قرار المحكمة العليا الأمريكية في اعتماد زواج المثلين على الأراضي الأمريكية، تغير الكثير بحيث أصبحت صفة المثليين بمثابة مشروع سياسي اقتصادي
يعني برغم من أن هذا العهد بدأ سنة 1976، حينما اعتمدت الأمم المتحدة المؤسسة الدولية للمثليين والمثليات والمزدوجين والمتحولين جنسياً والانترسكس التي تعرف باختصار إيلغا، إلا أن المشروع عرف فشلا كبيرا، لكن بعد سنوات وبداية من 2001 شرعت هولندا في اعتماد زواج المثليين، بل سنت قوانين جديدة حول هذا الزواج وجعلته متوازن في الحقوق والواجبات مع الزواج العادي، بالإضافة إلى اعتماد شراكة مع المثليين بدأتها هولندا، وحركتها بلجيكا واعترفت بها معظم دول الاتحاد الأوروبي وفي 2011 وقعت أكثر من 96 دولة على زواج المثلين والرعاية الكاملة للمزدوجين والمتحولين جنسياً فيما يعرف عند العامة قرار بشأن حقوق المثليين.
أصبحت الأفلام والمسلسلات الأمريكية لا تخلو من مشاهد المثليين، خصوصا في 10 سنوات الأخيرة لا يوجد فيلم أمريكي درامي اجتماعي بدون تقديم مشاهد للمثليين، حتى في مسلسلات الفنتازيا العلمية الخيالية يوجد مشاهد بين أصحاب القدرات الخارقة الذين جمعهم الحب في دور معاكس للطبيعة.
لماذا تقحم شبكة "نتفليكس" الأمريكية، الكثير من مشاهد المثلية الجنسية مؤخرا في أفلامها ومسلسلاتها؟، سؤال يراود شريحة واسعة من المشاهدين والمهتمين بمجال السينما والدراما في المنطقة العربية والعالم.
فإذا سبق وأن شاهدت فيلما أو مسلسلا ما من إنتاج "نتفليكس" فلا شك أنه مر عليك لقطات قدمت فيها أفكار غريبة ومحظورة بصورة منمقة وجذابة، وأبرزها الشذوذ الجنسي، حيث يجري أيضا إقحام الكثير من هذه المشاهد في غير موضعها، وهو ما يشير إلى إصرار على الترويج لهذه الأفكار.
سنقف هنا عند التسهيلات التي تقدمها شركات الإنتاج السينمائي لعرض مثل هذه الأفلام
أولا ضمان الحصول على الجوائز مثل جبل بروكباك الذي نال 3 جوائز اوسكار، وكذلك فورز في جوائز البافتل البريطاني
ثانيا استقدام نماذج لممثلين نجوم: لا تزال أدوار المثلية الجنسية تجذب كبار النجوم والنجمات فى السينما العالمية لتجسيدها على الشاشة، خصوصًا أنها لافتة للأنظار سواء للمهتمين بالسينما أو صناعها، لكون تلك الأدوار مركبة وصعبة وتحتاج لممثل حقيقى يمتلك أدواته بشكل جيد ولديه الجرأة لتجسيد مثل هذه الأدوار. النجمات هيلارى سوانك ونيكول كيديمان وتشارلز ثيرون وناتالى بورتمان.
هيلاري سوانك قدمت فيلم Boys Don’t Cry ونالت هيلارى سوانك عن دورها بالفيلم على جائزة أوسكار أفضل ممثلة وجائزة الروح المستقلة أفضل ممثلة وجائزة الجولدن جلوب أفضل ممثلة، فيما ترشحت هيلارى سوانك إلى جائزة البافتا أفضل ممثلة وجائزة أم تى فى أفضل قبلة وجائزة نقابة ممثل الشاشة للأداء وجائزة الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين أفضل ممثلة.
أما النجمة نيكول كيدمان فقدمت فيلم The Hours.. رشح لثمان جوائز اوسكار، أما النجمة تشارلز ثيرون فقدمت فيلم Monster وهو عن قصة حقيقة لسيدة تدعى أيلين وورنوس ونال الفيلم أيضًا جائزة الجولدن جولب أفضل أداء لتشارلز ثيرون ورشحت لجائزة البافتا أفضل أداء وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه عام 2003.
كما نالت النجمة ناتالى بورتمان جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى فيلمBlack Swan حيث جسدت شخصية نينا وهى راقصة باليه تعمل فى إحدى فرق الباليه، ونال الفيلم 3 ترشيحات أوسكار غير الترشيح الرابع الذى فازت به ناتالى حيث رشح لجائزة أفضل فيلم لعام 2010، وأفضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل مونتاج.