اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قائد الفكر

العمود الثامن: قائد الفكر

نشر في: 27 يناير, 2024: 10:02 م

 علي حسين

يعيد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته لهذا العام الاحتفاء بعميد الأدب والفكر العربي طه حسين، بعد ان احتفى به العام الماضي بمناسبة مرور نصف قرن على رحيله.. الأديب وقائد الفكر الذي أسس سؤال النهضة في مرحلة مبكرة من تاريخنا المعاصر، وهي بالتأكيد المرحلة التي لن نصلها كعرب مستقبلاً، لأننا فضلنا أن ندافع عن قطع الرؤوس، بدلاً من قطع ثمار الفكر.

في كل مرة نعود فيها لكتب طه حسين، نسأل أنفسنا: كيف قرأنا أعمال هذا المفكر؟، وبأية أحاسيس ومشاعر تعيش معنا؟، وكيف أضاء طه حسين حياتنا؟، ربما يبدو السؤال ساذجاً خصوصاً بعد مرور أكثر من قرن على حضور طه حسين في المشهد الثقافي، وهو ما يجعل البعض يقول إن أفكاره أصبحت من الماضي، الأمر الذي جعل محمود أمين العالم يكتب: "إن مجموعة كتبه التي صدرت بعد الحرب العالمية الثانية، إنما هي نموذج رائع للمشاركة الفعالة في التعبير عن الحياة الاجتماعية بل وصياغتها كذلك، وبهذا المعنى نعتبر الدكتور طه حسين فيلسوفاً، فإن حياته هي فكره، وفكره كان حياته دائماً، وكانت حياته وكان فكره، حياة وفكراً للثقافة العربية لأكثر من نصف قرن، وستظل هذه الحياة وهذا الفكر منارة ملهمة وهادية لنا ولأجيال عديدة من بعدنا" – الإنسان موقف –

في مرحلة مبكرة من حياته يقف طه حسين ضد الجهل وعبودية دولة الخرافة وفي كتاب صغير بعنوان "من بعيد" صدر عام 1935، لم ينتبه إليه القراء كثيراً حيث طغى "الأيام" ومعه "في الشعر الجاهلي" على كتاباته الأخرى، نجده يواجه التزمت الديني مواجهة جذرية، ويهاجم بعنف مناهج الأزهر التعليمية، وجهل شيوخه، وكان في ذلك يؤكد على فصل الدين عن الدولة، وعلى سيادة العلمانية. ويؤكد طه حسن أنه بدون الحرية لن يكون بوسعنا المضي في مشروع المستقبل وهو مشروع إشاعة التعليم.

طه حسين الذي أضاء حياتنا بوصفه مثقفاً جمع بين الفكر والممارسة في وحدة متماسكة، قدم لنا المثل لما ينبغي أن يكون عليه المثقف والكاتب في بلدان يسيطر عليها التخلف والتبعية للماضي، ففي كتب العميد شيء من الإصرار والتحدي. وطوال حياته التي بلغت الـ"84" عاماً خاض معاركه قولاً وفعلاً. لم يتعب أو يستكين، تنقل من معركة إلى معركة، وكل معاركه هدفها إشاعة التعليم وتحرير العقول وتحديث المجتمع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram