TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: زمن الفرهود

العمود الثامن: زمن الفرهود

نشر في: 29 يناير, 2024: 09:18 م

 علي حسين

أخبرتنا لجان النزاهة أن العراق صرف على الكهرباء منذ عام 2005 وحتى عام 2019 أكثر من 81 مليار دولار، عداً ونقداً، وبشرتنا وزارة التخطيط أن أكثر المدن فقراً في العراق هي محافظة المثنى، وكنت قد كتبت في هذا المكان عن المشاريع الاستثمارية التي قدمتها بعض دول الخليج لتنفيذها في محافظة المثنى،

لكن قوى سياسية زمجرت وغضبت واعتبرت هذه الاستثمارات محاولة للاستيلاء على الاقتصاد العراقي، بينما الحقيقة تقول إن هذه المشاريع لم تحظ بموافقة الجارة إيران، وتبشرنا وزارة التخطيط بأن أكثر المحافظات التي تضم أعداد الفقراء هي بغداد، تليها نينوى.

ما الجديد في هذه التقارير؟ لا شيء، سرقة بوضح النهار، مجموعة من كبار المسؤولين يتآمرون لنهب الأخضر واليابس، فإذا هبطت أسعار النفط، وشح المال غادروا مناصبهم وتحوَّلوا إلى أصحاب ثروات فلكية، لا أعتقد أنني بحاجة إلى أن أعيد على مسامعكم أسماء السادة "النهاب"، ولكني سأحيلكم إلى خبر يقول إن مصر، أعلنت عن استعدادها لتصدير الكهرباء إلى ليبيا والسودان والأردن والعراق، وإن لديها فائضاً يكفي لما تحتاجه هذه البلدان.. وكانت مصر تعاني عام 2011 من أزمة كهرباء حادة، لكنها استطاعت وبمبلغ 6 مليارات دولار فقط، بناء ثلاث محطات كبرى للكهرباء تغطي احتياجات أكثر من 40 مليون مواطن.

عندما يستسهل المسؤول الكبير، السرقة والنهب وإثارة الفتنة الطائفية، يصبح كل شيء آخر بسيطاً أو مبسطاً. كالسطو على مال الغير وبث الفساد في مؤسسات الدولة .

والآن اسمحوا لي أن أصدع رؤوسكم بحكاية حسين الشهرستاني الذي أخبرنا عام 2008، أنه سيصدر الكهرباء للصين، وإذا بنا بعد أن سُرق 81 مليار دولار، عداً ونقداً، نستدين الطاقة الكهربائية من إيران وبالتقسيط.

ولأن العشوائية هي المتحكم الرئيس في كل حياتنا فيصعب أن نعثر على رقم واحد وحقيقي للمبالغ التي صرفت على الكهرباء، فاللعب بالأرقام سياسة حكومية مستمرة منذ أن أقسم السيد الشهرستاني بأنه سيجعل العراق في مقدمة البلدان المصدرة للنفط وأطلق تصريحه الشهير عن ثمار الزيادة في صادرات النفط،، ثم طور السيد المالكي الأمر بأن قال "إن العراقيين يعيشون أزهى عصورهم"، طبعاً الفقراء في العراق لا يشغلهم كم تبلغ نسبة النمو، وهل زاد العجز أم حدث انكماش، ولا تشغلهم تعبيرات الشهرستاني عن ثمار التنمية، كل ما يشغلهم عجزهم الشخصي عن تلبية احتياجات أسرهم، وأن يملكوا مالاً كي يروا ثمار التنمية في سكن صحي وكهرباء مستقرة ومستقبل آمن لأبنائهم.

والآن هل تريد أن تسأل مثل جنابي: هل كثير على هذا الشعب المسكين أن يسمع أو يقرأ أن الشهرستاني ومن معه سيقدمون إلى المحاكمة بتهمة الضحك على عقول العراقيين؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. جعفر الربيعي

    تحياتي للاستاذ والانسان الحر علي حسين من يقدم اللصوص للمحاكم والحاكم كبيرهم وهل تسمح ايران بذلك اكيد الجواب كلا ولكن سؤالنا هنا هل يعقل ان العراق خلا من رجاله ام اصبحت بغداد امراة عارية مدمية العينين مقطوعة الثديين .

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram