متابعة / المدى
يحمل تاريخ بلداننا العربية العديد من الألغاز التاريخية التي طالما أثارت شغف الباحثين وعلماء الآثار لاكتشافها، ومثلت لهم تحديات لفك شيفراتها وحل رموزها المذهلة.. تمتد هذه الألغاز عبر العصور وتشمل فترات مختلفة، منها ما يتعلق بالآثار ومنها ما يتعلق بالحضارات القديمة، ومنها كذلك المدن الغارقة والظواهر الغريبة..
شجرة «دم الأخوين»
تقع شجرة "دم الأخوين" في جزيرة سقطرى في المحيط الهندي، بالقرب من خليج عدن، وهي جزء من أرخبيل يحمل نفس الاسم ويتألف من أربع جزر رئيسية وجزيرتين صخريتين صغيرتين ويعيش فيها حوالي 50 ألف نسمة..
وتُعرف هذه الشجرة بسائلها الدموي الأحمر الذي يخرج منها عند خدش لحائها الناعم.
وتعتبر "دم الأخوين" أحد أنواع الأشجار النادرة، حيث يمكن العثور عليها بشكل طبيعي فقط في جزيرة سقطرى.
وهي تتميز بشكلها الفريد الذي يشبه المظلة، وارتبطت باسم الجزيرة لتكون واحدة من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة، بحسب ما ذكره موقع "ناشيونال جيوغرافيك".
وتستخدم "دم الأخوين" تقليدياً في الطب الشعبي في اليمن، حيث يُعتبر سائلها الدموي ذا فوائد طبية، ويُزعم أنه يستخدم في علاج التهابات الجلد والتقرحات، ويُستخدم أيضاً كمطهر للثة. كما يشير الأخصائيون إلى فوائده في معالجة بعض مشاكل الجهاز الهضمي وتقرحات المعدة..
سجن قارا بالمغرب
يقع "سجن قارا" في مدينة مكناس وسط المغرب، وتاريخاً يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي، ويعد هذا السجن اليوم واحداً من المواقع السياحية التي تستقطب زواراً من مختلف أنحاء العالم.
وتختلف التفسيرات حول تسمية سجن قارا الغامض والمثير للجدل كما تختلف الآراء حول مساحته والأحداث التي كانت تحصل فيه. ومع ذلك، فإن الشيء المؤكد هو أنه كان سجناً مخيفاً، حيث وُصِفَ بأنه "الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود".
وفقاً لإحدى الروايات، "سجن قارا" هو اسم سجين برتغالي ماهر في الهندسة والبناء.. تلقى هذا السجين وعداً من السلطان مولاي إسماعيل من سلالة الدولة العلوية، الذي حكم المغرب في الفترة بين 1672 و1727م، بالإفراج عنه شرط بناء سجن ضخم يكون مأوى لأكثر من 40 ألف معتقل وأسير في فترة "الجهاد البحري" خلال القرن الثامن عشر. هناك تفسير تاريخي آخر يذكر بأن تسمية السجن تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي في عام 1912، حيث استخدمت السلطات الفرنسية هذا المكان المخيف لسجن المقاومين المغاربة، وكان حارس السجن يدعى "قارا"، ولقد تحول هذا اللقب بمرور الوقت إلى التسمية "قارا".
كهوف "تاسيلي"
تظل كهوف "تاسيلي" الجزائرية حقيقةً مثيرة للفضول والألغاز عند العلماء وتشكل تحدياً لهم لفهم الآثار القديمة.
تقع هذه الكهوف في صحراء "جانت" بالجنوب الشرقي للجزائر وتمتاز بتشكيلات صخرية فريدة من نوعها، تعرف باسم "الغابات الحجرية".
تم اكتشاف كهوف "تاسيلي" في عام 1938 على يد الرحّالة الفرنسي "برينان"، وكانت الصدمة الحقيقية بالنسبة له هي النقوش الغريبة والمبهرة على جدرانها. تُظهر هذه النقوش حياة مجتمع قديم، يعود تاريخه إلى نحو 30 ألف سنة، ولكن اللافت هو تصويرها لعناصر حديثة مدهشة، مثل مركبات تشبه الطائرات ورجال يرتدون ملابس تشبه ملابسنا الحديثة..
ويعرض لنا موقع SMART HISTORY عدة نظريات حول فهم هذه النقوش، إلا أن هناك ثلاث نظريات رئيسية قد أثارت الكثير من الجدل.. تشير إحدى النظريات إلى أن هذه النقوش تمثل علامة على زيارات كائنات فضائية في الماضي، وكان لها تأثير كبير على تطور الثقافات البشرية..
نظرية أخرى تتحدث عن وجود حضارة قديمة غامضة في تلك المنطقة، ربما تكون مرتبطة بأسطورة أتلانتس..
النظرية الثالثة تخمّن أن هذه النقوش تعكس حياة مجتمع قديم كان متقدماً ولكن اندثر دون تسجيل تاريخي.
حدائق بابل المعلقة
تعدّ حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع، وهي من الإنجازات الهندسية والزراعية البارزة في التاريخ القديم.
وفقاً للوصف الذي قدمه المؤرخ اليوناني القديم فيلو البيزنطي حوالي عام 250 قبل الميلاد، كانت الحدائق تحتوي على نباتات مزروعة على ارتفاع فوق مستوى سطح الأرض، وكانت جذور الأشجار مغروسة في الشرفة العلوية بدلاً من الأرض.
الحدائق كانت جزءاً من المدينة القديمة بابل في العراق، وقد تم بناؤها حوالي 600 سنة قبل الميلاد وإلى اليوم لا تزال محط تساؤل من قبل المؤرخين حول التواريخ الدقيقة لإنشائها.. وعلى الرغم من الجهود المستمرة للبحث والتنقيب، إلا أنه لم يتم حتى الآن العثور على آثار تدعم الوصف التقليدي لتلك الحدائق.