علي حسين
سأظلّ أكرّر القول ، اليوم وغداً وبعد غد، بأنّ المحبة وحدها هي طريق للخلاص من كل هذا الخراب ، الكراهية موت ودمار ، ونتائجها دائماً خراب للإنسان والبلدان ، وأعتقد أن هذه البلاد " شبعت " من الموت المجاني ، ولم يتبقّ في روزنامتها يوم لاستذكار ضحايا جدد ،
وأيضا سأظلّ أكرّر في هذه الزاوية الحديث عن بلدان مثل اليابان وسنغافورة والإمارات ، وكيف نهضت هذه الشعوب بعد أن طوت صفحة الكراهية والبغضاء ، كلما أقرأ تقريراً دولياً عن حجم الخراب الذي نعانيه أتذكر صورة الراحل لي كوان الذي قاد سنغافورة نحو تحول كبير من دون خطابات ولا شعارات، وإنما بصدق الأفعال والنوايا، وعندما غادر عالمنا كان قد اطمأن على أن بلاده تحولت إلى واحد من أكبر بلدان المستقبل ، لا مكان فيها لخطب نواب يحرضون ضد من يختلفون معهم ولا لسياسيين يعتقدون أن هذا الشعب عليه أن يعيش زمن الطاعة العمياء .
منذ أيام ونحن نعيش معركة " تفكيكية " داخل مجلس النواب ، مع الاعتذار للمرحوم جاك دريدا الذي ما أن يلفظ أحد اسمه في بلادنا التي تتباهى بعبقرية إبراهيم الجعفري ، فإن الجميع يسخر أو يبدو عليه الاشمئزاز من الفيلسوف الفرنسي الذي عاش 74 عاماً من أجل مراجعة الأفكار القديمة وتشذيبها وتفكيكها ..
في كتاب "ماذا عن الغد" يقول دريدا "إن الخصم الرئيس للبشرية هم صنّاع الخراب الذين يأخذوننا معهم كل يوم إلى الهاوية . "
لم يكن دريدا قد اطلع على أحوال العراقيين بعد ظهور عالية نصيف ، فالرجل غادرنا ونحن نعيش سنة أولى ديمقراطية عام 2004 .
هل تريدون مزيداً من دروس التفكيكية؟، هاكم ماجاء في ما يصدره المعهد الدولي لأنظمة الطاقة، حيث غابت بغداد عن قائمة أذكى المدن في العالم، ويصنف المقياس المدن على أساس مجموعة من المعايير المرتبطة بحيوية اقتصاداتها ونوعية الحياة لسكانها. وجاءت لندن في المملكة المتحدة، بالمرتبة الأولى عالمياً، أما عربياً جاءت أبو ظبي عاصمة الإمارات في المرتبة الأولى.
وأتمنى عليكم أيضا أن تمسحوا من ذاكرتكم كل الخطب والبيانات التي بشرنا أصحابها بأننا سنكون خلال عام 2005 ، عفواً أقصد 2009 أعتذر ثانية 2011 ، لقد خانتني الذاكرة أقصد سنة 2017 ، سنصبح البلد الأول في التنمية ونسبة الرفاهية ، لا تنسوا أن همام حمودي قال لنا قبل أشهر: "لقد حققنا الحرية لكم ، لا دولة مثلكم وعليكم أن تكونوا أهلاً لهذه النعمة " .
ايها السادة اتمنى أن نخرج جميعاً لنحتفل تحت نصب جواد سليم بعيد حبّ العراق ، ، فنحن بدون الحب سنعيش حتماً في عتمة وظلام .