TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هيا نمنعهم.. ثم نعيش بأمان

العمود الثامن: هيا نمنعهم.. ثم نعيش بأمان

نشر في: 21 فبراير, 2024: 11:52 م

 علي حسين

يوميا أتلقى العديد من الرسائل ، يسألني أصحابها الأكارم : ما نفع الكتابة عن بلاد يريد لها ساستها أن تسير من سيئ إلى أسوأ ؟، ولأنني مثل كثيرين من الزملاء يدركون جيداً أن الإعلام الحر يمثل هاجساً مقلقاً لأي مسؤول حتى لو كان نزيهاً،

 

فما بالك ونحن نعيش وسط غابة مليئة بالمسؤولين الفاسدين والفاشلين، الكثير منهم لم يتعود على الجدل والمناقشة، تربوا على فكرة السمع والطاعة، وبالتالي فمن المنطقي أن لا يبالوا بما نكتب فهم يطبقون مقولة ميكافيللي الشهيرة : " التاريخ علمنا أن الحاكم يصل إلى السلطة على أكتاف البسطاء… والباحثين عن فرصة للعيش " ، بالمقابل وللأسف هناك قطاعات مسلوبة الإرادة تتعلق بذيل الفاشل ، بخطاباته، بأناشيده الطائفية.

ماذا يفعل كاتب عمود مثلي للبعض ممن يجبرهم غياب الشحن الطائفي للتعلق بأذيال مسؤول انتهازي ، والدفاع عن نائبة تعتقد أن مجلس النواب مجرد سوق هرج ، ماذا تفعل مع صحفي لا يزال مصراً على أن المعركة ليست مع الفشل وسرقة المال العام ، وإنما مع بعض الإعلاميين ، ما الذي يمكن أن تقوله لكاتب يتصور أن الفشل في بناء منظومة صحية أو تعليمية متطورة هو ظهور يحيى الكبيسي على الفضائيات ، وأن المسؤولين أبرياء من الفساد براءة الذئب من دم يعقوب؟ .

ماذا يفعل كاتب عمود مثلي وهو يرى أن البعض لا يريد للعراق أن يعبر هذه الكيانات التي يسميها عشاقها أحزاباً وكتلاً سياسية، ويرقصون في طقوس عبادتها. من أجل العيش في دولة يشعر فيها الفرد بالحرية والكرامة ، ماذا نفعل نحن الكتاب، عندما نقرأ عريضة الشكوى التي تقدم بها رئيس المحكمة الاتحادية ضد أحد الصحفيين ، لأن هذا الصحفي تجرأ ونشر خبراً أزعج القاضي ، ولهذا يتطلب أن يمنع هذا الصحفي من العمل ، ليعيش بعدها المجتمع بأمان وسعادة.

أصرت القوى السياسية أن تقول للمواطن العراقي بعد عام 2003 : " إرفع رأسك يا عراقي فقد مضى عهد الاستبداد " وأظن أنه بعد عشرين عاماً وجدنا من يطالبنا بأن نخفض قاماتنا ، فنحن نعيش في دولة الممنوعات .

كان يكفي المسؤول العراقي ، أن يتطلع من نافذة سيارته ليرى أن العراقيين يقولون له إنهم لم يعودوا يتحملون التجارب الفاشلة والفاسدة . وإن العراق دولة لا مركز تدريب على نظام السمع والطاعة ، وإن من يفشل يفقد الحق في تكرار تجربته في السلطة مرة أخرى ، وأعتقد لو عرف بعض مسؤولينا بماذا يتحدث الناس عنهم في الشارع .. لشعروا بالخجل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

لا حلول لـ"الشح".. العراق يلوح بـ"تدويل" أزمة المياه مع تركيا لزيادة حصصه

اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: السخرية على الطريقة العراقية

العمود الثامن: محبة المسيحيين

التأثير السياسي التركي في سوريا بعد سقوط الأسد: الأهداف والاستراتيجيات

العمود الثامن: في الولاء الوطني

 علي حسين يعتقد العديد من مسؤولينا أن بلاد الرافدين التي يحكمونها الآن كانت تعيش في عصور الجاهلية، وقد قيض الله لها رجالا ليعيدوها إلى طريق الصواب، ولهذا ليس مهما توفير التنمية والازدهار والتعليم...
علي حسين

كلاكيت: المخرجون عندما يقعون في غرام الأدب

 علاء المفرجي 5 -لوليتا رواية للكاتب الأمريكي من أصل روسي فلاديمير نابوكوف، نُشرت في عام 1955 في باريس، فبطل الرواية همبرت همبرت هو أستاذ أدب في منتصف العمر مريض بشهوة المراهقين، يرتبط بعلاقة...
علاء المفرجي

النُّصيريَّة.. مِن سامراء إلى قرداحة

رشيد الخيون تُنشئ السّياسة المذاهب عند اقترانها بالدِّين، لكنْ بتعاقب الزَّمن، تنسحب وتبقى العقيدة الدّينيَّة خالصة، وبين حين وآخر يُستغل المذهب مِن قبل السَّاسة المنتمين إليه، هذا ما حصل مع النُّصيريَّة بسوريّة، فقد نشأت...
رشيد الخيون

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي* (الحلقة 11)التجربة الامريكيةفي قلب النظام التعليمي الامريكي، تكمن فكرة اللامركزية، حيث تتنحى الحكومة الفيدرالية جانبا لتفسح المجال امام الولايات والحكومات المحلية لتولي زمام الامور. هذا يعني ان كل ولاية، بل كل منطقة...
د. محمد الربيعي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram