علاء المفرجي
مرة أخرى كانت السياسة حاضرة في مهرجان برلين السينمائي، كما في كل دورة، والمعلروف عن هذا المهرجان، وخلافا لعدد من المهرجانات والجوائز انه ينتصر للإنسانية في جانب السياسة هذه.
فقد أدان سياسيون ألمان الانتقادات التي شهدها حفل ختام مهرجان برلين السينمائي لإسرائيل. وانتقد عدد من المشاركين خلال الحفل دعم ألمانيا لإسرائيل وطالبوا بوقف الحرب، فيما نأى منظمو المهرجان بأنفسهم عن منشورات مناهضة لإسرائيل.
وأثار انتقاد على خشبة المسرح للقصف الإسرائيلي لغزة في مهرجان برلين السينمائي السنوي إدانة بين السياسيين الألمان في مطلع الأسبوع.
وفي حفل توزيع الجوائز الذي اختتم مهرجان برلين السينمائي (برليناله)، تسلم المخرج الفلسطيني باسل عدرا جائزة عن فيلمه الوثائقي عن الضفة الغربية، ودعا ألمانيا إلى التوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، في تصريحات قوبلت بالتصفيق والهتافات من الجمهور.
وخلال حفل توزيع الجوائز، انتقد العديد من صانعي الأفلام الآخرين إسرائيل بسبب الحرب في غزة، الذي شهد مقتل أكثر من 29 ألفاً و600 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً للسلطات الصحية في غزة التي تسيطر عليها حماس.
كما أدان المخرج الإسرائيلي المقيم في القدس يوفال أبراهام على خشبة المسرح ما وصفه بظروف "الفصل العنصري" التي يعاني منها الفلسطينيون في إسرائيل.
توّج مهرجان برلين السينمائي، المخرجة الفرنسية - السنغالية ماتي ديوب (41 عاماً) بجائزة الدب الذهبي، عن فيلم وثائقي يتناول استعادة أعمال فنية نهبتها القوى الاستعمارية السابقة في أفريقيا.
ومن خلال مكافأة فيلم يتطرق بشكل مباشر إلى حقبة ما بعد الاستعمار، حافظت لجنة التحكيم برئاسة الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو، وهي أول شخص أسود يتولى هذه المسؤولية المهمة، على نهج المهرجان المعروف باهتمامه بالقضايا السياسية.
ويروي فيلم "داهومي" استعادة بنين 26 عملاً فنياً كانت نهبتها القوات الاستعمارية الفرنسية أواخر القرن التاسع عشر، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. واندرجت هذه الخطوة في إطار حركة بدأت خلال السنوات الخمس الماضية، من جانب القوى الغربية السابقة، بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا.
ماتي ديوب، التي وُلدت ونشأت في باريس لأب هو المؤلف الموسيقي السنغالي واسيس ديوب، وأمّ تعمل أيضاً في مجال الفن، كانت قد فازت بالجائزة الكبرى في مهرجان "كان" السينمائي عام 2019 عن فيلم "أتلانتيك"، وهو أرفع مكافأة بعد جائزة السعفة الذهبية.
وتخلف ماتي ديوب الفرنسي نيكولا فيليبر الحائز على الدب الذهبي العام الماضي. كما تضيف ماتي ديوب اسمها إلى مجموعة من المخرجات الفرنسيات اللاتي فزن بجوائز سينمائية كبرى في السنوات الأخيرة: جوليا دوكورنو (السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2021)، وأودري ديوان (الأسد الذهبي في البندقية في العام نفسه)، وأليس ديوب (جائزتان في البندقية عام 2022)، وبالطبع جوستين ترييه، التي هيمنت الجمعة على جوائز "سيزار" بعد فوزها بالسعفة الذهبية العام الماضي في مهرجان "كان"، والتي ينافس فيلمها "أناتومي دون شوت" (تشريح سقوط) بقوة على جوائز "الأوسكار".
ويسرد الفيلم قصة 26 عملاً نهبتها القوات الاستعمارية الفرنسية عام 1892 في مملكة داهومي، في الجزء الجنوبي الأوسط من بنين الحالية، والتي كانت تتكون آنذاك من ممالك عدة، أعطت ماتي ديوب التعليق الصوتي على أحداث العمل لتمثال مجسم للملك غيزو.
وبلغة بنين، "فون"، يشكو الملك غيزو في العمل من أنه لم يعد يحمل اسماً، بل فقط رقم "26"، في محفوظات متحف كيه برانلي بباريس.
ولا يظهر في الفيلم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره البنيني باتريس تالون، وهما وراء عملية الإعادة التي أُنجزت في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.