TOP

جريدة المدى > سياسية > عراقيون يستذكرون أيام الحكـم الملكـي بحسـرة

عراقيون يستذكرون أيام الحكـم الملكـي بحسـرة

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 08:15 م

 ترجمة المدى

اليوم يفتح العراقيون نافذة على ماضيهم و يستذكرون بلدا خضع يوما ما لحكم ملكي يتميز بهدوء نسبي في خضم تاريخه المضطرب، ففي احدى الساحات في شارع المتنبي التاريخي وسط بغداد و لأول مرة عرضت سيارات – بضمنها تلك التي أهداها ادولف هتلر إلى الملك غازي – و عربات و صور تعود للعائلة الملكية. يقول شاكر كمر- احد زوار المعرض من مواليد 1937 و من اوائل سائقي الباصات في بغداد – هذا المعرض يذكرنا بفترة جميلة من الزمن عندما كانت الحياة تتسم بالهدوء ". مئات الزائرين كانوا ينظرون بإعجاب الى السيارتين المعروضتين، من بينها سيارة المرسيدس المكشوفة فضية اللون موديل  1936 التي أهداها هتلر الى الملك غازي ثاني ملوك العراق، كانت واحدة من ثلاث سيارات صنعت من نوعها كان هتلر نفسه يمتلك واحدة منها اما الثالثة فكانت تعود للدكتاتور الايطالي بينيتو موسوليني. كما عرضت سيارة رولس رايس و هي هدية للملك غازي ايضا، بالاضافة الى عربتين مصنوعتين في بريطانيا أهدتهما العائلة المالكة البريطانية للملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق. يقول المؤرخ العراقي عادل العرداوي " هذا المعرض يقدم للزوار لمحة عن مرحلة مهمة في تاريخ العراق الحديث استمرت اربعين عاما". و اضاف السيد عادل بان العائلة الملكية  في العراق تعرضت لمعاملة سيئة و ان " هذا المعرض يكشف كل تفاصيل حياة هذه العائلة في بساطتها و تواضعها كما تبين الصور ". لقد واجهت تلك العائلة  نهاية دموية في الرابع عشر من تموز عام 1958 عندما قاد الزعيم عبدالكريم قاسم انقلابا اطاح بالحكم الملكي و اودى بحياة اغلب افراد العائلة المالكة مع مسؤولين كبار آخرين في الحكومة آنذاك.
جاء صدام حسين الى السلطة بعد 21 سنة من ذلك، و زج العراق في حرب دموية دامت ثماني سنوات مع ايران، ثم في اجتياح كارثي عام 1990 للكويت انتهى باخراج قواته منها في العام التالي. بسبب ذلك الاجتياح خضع العراق الى عقوبات  سببت له عزلة دولية واسعة. تم اسقاط صدام عام 2003  بواسطة اجتياح قادته الولايات المتحدة، الا ان البلد عانى في الاعوام اللاحقة و لايزال من موجة من التفجيرات و اعمال القتل اليومية.
يضم المعرض مئات من الصور التي تبين تفاصيل كثيرة عن حياة العائلة الملكية خاصة الملك فيصل الثاني. من بين المواد المعروضة هناك عرش خشبي يعلوه التاج الملكي، مع طاقم من اكواب الفضة و الزجاج مزخرفة بصور افراد العائلة الملكية. كما عرضت تماثيل صغيرة للملك فيصل الثاني و رسومات لطائرات و سيارات رسمها الملك بنفسه عندما كان لايزال طفلا صغيرا. يقول احد الزوار رفض ذكر اسمه " في اليوم الذي توج فيه الملك فيصل الثاني، اتذكر انه جاء الى منطقتنا (شمال بغداد) بواحدة من السيارتين المعروضتين و اتذكر جيدا كيف كان يوزع علينا المال. لازال الملك في ذاكرتي. كان شخصا بسيطا و متواضعا يحب ابناء الشعب و يتحدث اليهم ". من جانبه قال علي الطليباوي الاستاذ في جامعة بغداد " العراقيون يشعرون دائما بالحنين الى الماضي بسبب الاوضاع الحالية – ليس الماضي القريب و انما الماضي البعيد ايام الحكم الملكي للبلاد.  كان وجود الملك، الذي  يرعى حقوق الشعب و يأمر بتشكيل  البرلمان،  بداية جديدة في حياة العراقيين، لكن بعد مقتله و تأسيس الجمهورية لم ير العراق غير الحروب و الكوارث ".  
 عن: توبيكس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

«البارتي» يتفوق على أقرب منافسيه «اليكتي» بفارق نحو 400 ألف صوت ويحجز 40 مقعداً
سياسية

«البارتي» يتفوق على أقرب منافسيه «اليكتي» بفارق نحو 400 ألف صوت ويحجز 40 مقعداً

بغداد/ تميم الحسن ينتظر الحزبان الكرديان الرئيسان "تفاهمات جديدة" لتشكيل الحكومة في إقليم كردستان، بعد إعلان النتائج الرسمية لانتخابات البرلمان التي جرت امس الاول الأحد.ولا يتوقع ان تتعطل النتائج، ثَمّ انطلاق المفاوضات السياسية، إذ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram