 كتابة وتصوير/ أفراح شوقيلم تكن ساعات النهار من الجمعة الماضية في متنزه الزوراء تشبه غيرها، فالكثير من الصور المفعمة بالحياة  اختزنت لها مكاناً مميزاً في النفس تفوح منها  نكهة العرس العراقي الجميل بعيدا عن صخب السياسيين  وأزمة تشكيل حكومتهم المرتقبة.
الصورة الأولىعلى مساحة صغيرة من المتنزه أفترش الرسام  جاسم الرسام  الأرض أمام مجموعة من  لوحاته ذات اللونين الأبيض والأسود، ووضع أمامه كرسياً ليرسم وجه من يرغب من الزوار، كان منهمكاً برسم أحداها عندما  اقتربت منه وسألته عن عمله فقال: أنا رسام جوال اعمل هنا منذ سنتين، ومنه احصل على رزقي اليومي، ارسم الصورة خلال عشر دقائق بسعر خمسة ألاف دينار، بعض الناس يطلب أجراء بعض التعديلات على شكله الأصلي ليبدو أجمل كتصغير الأنف مثلاً، وبعضهم يطلب رسم صور المشاهير، ذات مرة زارني رجل أحول ولما رسمته قال لماذا رسمت عيني بهذا الشكل قلت له انك أحول ولم يقتنع حتى أعطيته المرآة كيما يرى نفسه ويقتنع! الصورة الثانيةحديقة  الحيوانات في المتنزه هي أروع ما فيها، وهي حديقة متكاملة من حيث الخدمات ووسائل الترفيه والحدائق  المنظمة  بجانب أقفاص الحيوانات بشتى صنوفها، تأسست عام 1974 على مساحة 42 دونماً، تراجعت كثيرا في سنوات ما قبل التغيير لكنها اليوم استطاعت ان تتصدر اختيارات العوائل العراقية عليها قبل غيرها من مرافق المتنزه، ما ينقصها فقط هو العناية بتنظيف الأقفاص مما علق بها من فضلات الحيوانات ومخلفات بقايا طعامهم حتى تكتمل صور الجمال.rnالصورة الثالثةعيد ميلاد الصغيرة مريم، وهي طفلة عراقية فضلت مع عائلتها أن تحمل كعكة الميلاد المزينة بالشموع والورود  لتفترش بها ارض المتنزه وسط عماتها وخالاتها، المناسبة بدت كأنها تخص الجميع ممن تحلقوا حول الكعكة ورددوا معاً (سنة حلوة يا جميل).rn الصورة الرابعة(مسرحية الصعاليك) مسرحية عراقية عرضت في المتنزه داخل خيمة كبيرة ليس فيها من التقنيات سوى مكبرات الصوت والكراسي لكنها كانت مزدحمة بالعوائل العراقية التي راق لها العرض وصارت تطلب اعادة عرضه اكثر من مرة في اليوم، اشترك في العمل عدي عبد الستار وخلف ضيدان  وفاتن الورد وأمير وفاتن الصالح وعمر ضياء الدين مقدم البرنامج الشهير(صوغة) في شهر رمضان الماضي، وعن أسلوب العرض قال الفنان ضيدان من واجبنا أن نأتي الى المشاهد حيث يتواجد وإدخال الفرح الى نفسه، وبرغم بساطة المسرح (كما ترين) لكننا حققنا الهدف بنجاح عبر فكرة المسرح الشعبي الجوال.