TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > شيخ النحاتين يبث أشجانه وأشواقه في (بيت المدى)

شيخ النحاتين يبث أشجانه وأشواقه في (بيت المدى)

نشر في: 29 أكتوبر, 2010: 07:54 م

بغداد/ نورا خالد – محمود النمر.....تصوير/  ادهم يوسف عام 1929، في مدينة بغداد،الكرخ وفي سوق العجيمي أبصر الفنان محمد غني حكمت نور الحياة. ومثل معظم الأطفال السعداء تعلم القراءة والكتابة قبل دخول المدرسة. وفي المدرسة الابتدائية"المدرسة الأميرية"بدأ أولى محاولاته في الفن.. كانت محاولات في الرسم، ولا يعرف الفنان لم أهتم بالرسم:
"لربما هناك صلة بوالدي لأنه كان يعمل في تطريز ((العباءات)). وثمة ألوان وأصباغ سحرتني ودفعتني إلى مراقبة عمل والدي. ربما هناك أثر آخر وهو وجود محل والدي المقابل لباب المرادية في الكاظم، حيث كنت أشاهد ذلك الباب المزخرف وأرى تلك النقوش العربية الجميلة وتلك الألوان الساحرة".وتوطدت علاقته بجواد سليم الذي درسه في معهد الفنون. وهنا يقول محمد غني:"ومن خلال علاقتي الخاصة به تعرفت على عالم جديد هو عالم جواد.. كما تعرفت على مشاهير الفنانين.. فقد كانت مكتبة جواد غنية جداً. وبدأت أدرس تلك الأعمال وأتساءل كثيراً بدأت أتعرف على مسائل تفصيلية كثيرة. وبدأت أدرك أن النحت ليس المحاكاة.. أنما هو أوسع من ذلك: ثمة شروط كثيرة ومختلفة لمعرفة هذا العالم وبدأت أفهم أن الإبداع يتطلب جهوداً شاقة".الجهود الشاقة هي التي وضعت محمد غني حكمت في طليعة الفنانين العراقيين فقد تميزت أعماله الفنية بسومريتها وآشوريتها وبابليتها، وأصالتها في محاكاة التراث والحضارة العراقية الأصيلة من خلال طبيعة التكوين والإنشاء من خلال أسلوبه الفني المتميز، فضلاً عن معانيه التي توحي بالتدفق والحيوية وإنسانية الحضارة في التعبير والإيقاع والتواصل الحضاري. يقول أستاذنا الكبير الفنان محمد غني حكمت"لقد كان قدري أن أكون نحاتاً في بلد مثل العراق، ومن المحتمل أن أكون نسخة أخرى لروح نحات سومري أو بابلي أو آشوري، أو عباسي، كان يحب بلده.كان محمد غني حكمت وسيبقى يشكل منعطفاً كبيراً في تحول فن النحت العراقي المعاصر مع أستاذه الفنان الخالد جواد سليم وصديقه الفنان الكبير خالد الرحال.ففي أعمال محمد غني حكمت العديدة والمنتشرة في اغلب ساحات بغداد والمدن العراقية الأخرى جسد فناننا المبدع الكبير روح التراث وتقديمه بشكل معاصر يحاكي روح العصر ويعبر عن تاريخه بشكل محدث من خلال التكوين العام للشكل فضلا عن أسلوب تنفيذ العمل الفني لنجد المتنبي ذا اسلوب رائع يجسد حماسة الشاعر من خلال قوة الأداء والتأثير.اليوم يعود الفنان الى مدينته التي احبها بغداد وفي جعبته اربعة مشاريع عملاقة ستظهر في بغداد التي تتحدى القدر. عودة محمد غني حكمت بشخصه وابداعاته لبغداده لها دلالات عميقة، فهي اشارة البدء بمصالحة حقيقية يتصالح فيها الفنان والمبدع مع وطنه واندماجه في اكبر ملحمة انسانية للابقاء على جذوة الحياة متقدة لايقاف زحف الظلام وانتشار الخفافيش واستبدالها بحمامات السلام والنصب والتماثيل، محمد غني حكمت شيخ النحاتين كان ضيف بيت المدى في شارع المتنبي في احتفالية ضخمة حضرها جمهور كبير من المثقفين ومن عشاق اعمال النحات الكبير.rnجواد الزيدي: تحية لما أنجزته هذه الذات المبدعة بدات الاحتفالية بكلمة ترحيبية قدمها د جواد الزيدي حيا فيها استاذه قائلا:يهمس الصباح بآذاننا برائحة قطر الندى واشراقة شمسٍ، حين ينهض من غياب الرقاد وعتمة الليل إلى حلم يكسو الأرض رغبة أبدية في العشق والعناق.. الصباح المتعالق مع خيوط الشمس وثوبها الذي تنشره على حكايا المساء بمسراتها وأحزانها، وتلونها بقوس قزح عندما تمتزج طلعتها برذاذ محبة دافئة وبرودة شتاء بغدادي بامتياز.. ولمحمد غني حكمت أكثر من وشيجة رابطة مع هذا الثوب وكل الصباحات الحالمة بالألق حين ينسدل الخيط الذهبي ويبعث ضوءه على نصب اقترن بالحرية له فيه الكثير مساعداً ومنفذاً بعد رحيل صانع الخطاب الحر (جواد سليم) أو حين توزع الاشعة الذهبية مفاتنها على جرار كهرمانة الأربعين وتكشف خفايا القاع وسراق الفرح الليلي بحثاً عن اسرار كامنة في الأعماق، يستدين من زيت الجرار زيتاً لقنديله ليضيء عتمة الأشياء في ليلٍ يمكثه في التأمل والتصبر حتى يحل صباحاً جديداً عليه يلاقي المرآة بابتسامة دافئة مردداً عبارته الأثيرة (صباح الخير محمد غني) هي تحية لما انجزته الذات المبدعة الخلاقة خلال رحلة البحث عن الأثر أو الحقيقة التي يحلم باصطيادها ذات مساء أو في لحظة لم تكن في الحسبان، ليعلن ولادة باب أو نصب سيحتل موقعه في ساحة من ساحات بغداد أو اية مدينة عراقية.. هذا الحالم الكبير الممهد لسقوط أحادية الواقع أو الخيال من معادلة الجمال، بفعل المزاوجة والمصاهرة المستديمة بين قطبي المعادلة ويحمل أرثه الرافديني وتجليات الحداثة والمعاصرة ويهرع بهما نحو مشغله الفكري الذي يروم الفواصل بين الاثنين كل هذه المسالك تفتحت عيناه عليها حين نبش في تراث الأسلاف الذي أصبح أرثه الشخصي. rnمحمد غني حكمت: قررت أن انحت لبغداد أساطيرها بعدها استقبل الجمهور الغفير الذي اكتظت به القاعة محمد غني حكمت بالتصفيق الحار وهو يصعد إلى المنصة ليبدأ حديث الذكريات:لا أعرف من اين أبدأ، أبدأ من شبابي عندما كنت في الصف الثاني المتوسط وصنعت بيتا من الطين، ودخلت الى معهد الفنون الجميلة وكان من حسن حظي أن يكون استاذي بيكين هذا الإنسا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

 واسط / جبار بچاي تنطلق في محافظة واسط، خلال القليلة المقبلة فعاليات مهرجان واسط السينمائي الدولي العاشر للأفلام القصيرة بمشاركة 18 فيلماً من تسع دول عربية إضافة الى إيران التي تشارك بفيلمين، الأول...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram