اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عراق بلا عيد وطني!!

العمود الثامن: عراق بلا عيد وطني!!

نشر في: 22 مايو, 2024: 11:08 م

 علي حسين

لا تسألوا أعضاء مجلس النواب لماذا يتحسسون من مفردة " وطنية " ؟، وكيف أن السادة البرلمانيين وجدوا أن هذه البلاد لا تستحق أن يقام لها عيد وطني أسوة بمعظم بلدان العالم .. ولا تسألوا لماذا الهتاف للطائفة والعشيرة والمكون بديلاً عن العراق الذي يراد له أن يتحول إلى تابع .. ولا تتعجبوا أن تصبح مغردة الدولة المدنية مرادفة للكفر والإلحاد في قاموس مجلس النواب .

 

تأمّل العراقيون أن يكون التغيير بوابتهم لتأسيس دولة مدنية شعارها المواطنة والقانون الذي يطبق على الجميع، غير أنهم اكتشفوا بعد عشرين عاماً على انتهاء مرحلة الدكتاتورية أن هذه البلاد لا ينفع معها سوى رئيس برلمان يفرد عضلاته ويلوح باستخدام "قندرته" في الحوار الوطني .

من المؤكد أنّ كثيراً من العراقيين يشعرون بالحسرة وهم يشاهدون كل يوم أمماً وشعوباً كثيرة تتحرك لتعديل أوضاعها، إنّ ما يفرقنا عن هذه الأمم التي تسعى دوماً إلى تصحيح أوضاعها المتردية أنهم يملكون قوى سياسية حيّة وفاعلة للتغيير.

في كل مناسبة تتحدّث الدولة وبرلمانها العزيز عن عراق الحضارات الذي علم العالم الكتابة والقانون، وأخبرنا ذات يوم وزير النقل الأسبق كاظم الحمامي بأن المركبات الفضائية انطلقت من هذه البلاد قبل خمسة آلاف سنة، إلا أن هذه الدولة أيها السادة تصر في كل مشاريعها على إفراغ العراق من أعياده الوطنية وتسليمه إلى منظومة الفشل التي تحاصر المواطن منذ سنوات ، وتقديمه أيضاً على طبق إلى حيتان الفساد.

هل نحن دولة تسعى لمنح المواطنة دورها الحقيقي في تنمية قدرات المواطن، إذا عرفنا أن البعض يلتجئ إلى الجارة إيران لحل مشاكله ، والبعض الآخر لا يتفق على كرسي رئاسة البرلمان دون أن يستشير السيد أردوغان ، تخيل جنابك أن الكثير من مسؤولينا الأكارم لا يزالون يحتفظون بجنسية البلدان التي لا تزال عوائلهم تعيش فيها وفي الوقت نفسه يتمتعون بالامتيازات التي يمنحها لهم العراق الذي استكثروا عليه يوما وطنيا .

ماذا علينا ان نفعل أيها السادة ونحن نرى قانون العشيرة والطائفة هو الذي يسيطر ويراد له أن يعم في ربوع البلاد . نتحدث عن قيمة الوطن وننسى أن نخصص يوماً للاحتفال بالعراق

. للأسف نحن نعيش اليوم مع سياسيين يتوهمون أنهم أصحاب رسالة، ويعتقدون أن خلاص العراق يكمن في العودة إلى الوراء، سياسيون يعلنون عن وجودهم عبر إشاعة مفهوم الطائفة الضيق، بديلاً عن مفهوم المواطنة الذي يجمع كل العراقيين.. سياسيون ومسؤولون يتركون تعهداتهم أمام الشعب ليمارسوا لعبة خلط الاوراق، التي تدفع الناس للتساؤل: ؟ لماذا يستكثر البرلمان على العراقيين أن يحتفلوا بعيد وطني ؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram