اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > التربوية السياسية الطائفية ستراتيجية مواجهة حاجات العراقيين

التربوية السياسية الطائفية ستراتيجية مواجهة حاجات العراقيين

نشر في: 21 مايو, 2024: 10:11 م

عصام الياسري

مع هاجس التحديات الخطيرة التي يواجهها العراق وتفاقم الأوضاع الأمنية وانتشار السلاح المنفلت وتسويف أحزاب السلطة ومحاولاتها تجيير قانون الانتخابات المثير للجدل لصالحها،

وأخيرا صولة تراشق الشتائم واللكمات يوم السبت 18 أيار داخل قبة البرلمان بين ما يسمى ممثلي الشعب نتيجة الصراع الدائر منذ أشهر حول من يشغل منصب رئيس مجلس يؤمن مصالح من يأتي به من الأحزاب وقياداتها بعد إقالة الحلبوسي فالذي حدث لا يفسر واقع المتاهات السياسية والأوضاع التي يعاني منها المجتمع العراقي فحسب، إنما أقصى ما وصلت إليه هذه الطبقة السياسية بأدائها تحويل البرلمان إلى ساحة لإهانة بلد صنع قبل آلاف السنين القوانين المدنية، اسمه العراق...

إن واحدة من أهم الموضوعات التي تخيف الكتل السياسية الماسكة بسلطة الدولة العميقة مسألة العدالة المجتمعية والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي التي يطالب المجتمع العراقي تحقيقها. ورغم أن العراق يمر بمرحلة خطيرة بسبب تعرض محيطه العربي إلى تهديدات خارجية وقيام الكيان الإسرائيلي بدعم دولي بقيادة الولايات المتحدة لإبادة الشعب الفلسطيني وتعريض أمن المنطقة للخطر. فإن الطبقة السياسية التي تتشدق بالاستحقاق الانتخابي، لا تزال تتصرف في أغلب المدن العراقية بمنطق: "المصالح الشخصية والفئوية فوق رأي القانون، ولا يمكنها التفريط بها بأي حال من الأحوال". وعلى قدر أهمية المرحلة ودلالاتها فيما يتعلق والقضايا التي يتطلع لها الشعب العراقي، هناك مسألتان لا بد من الوقوف عندهما للكشف عن المسارات التي تؤدي إلى فشل الدولة: (تركيبة الأحزاب ومفهوم الانتخابات). الأمران في العراق، على الرغم من مرور عقدين على التغيير، لم يقتربا قيد أنملة من تحقيق "الدولة المدنية" بالمطلق. في المجتمعات الديمقراطية مهمة الدولة المدنية قبل كل شيء تحقيق كل مستلزماتها القانونية والإدارية، لتكون، أي الأحزاب، فاعلة فيما يتعلق الأمر بأمن الدولة ومصالحها.

ينظر القانون الدولي للدولة: أجهزتها، شعبها، مناطقها أشكالها يرتبط بموجبها الناس بعضهم ببعض لحماية مصالحهم المشتركة. في شأن ذلك، يعتمد على وجه التحديد، وفقا لعقيدة العناصر الثلاثة "الدولة والشعب والسلطة"، على أهم الوقائع والمعايير لضمان التوازنات المتبادلة بين الحقوق والواجبات داخل المجتمع تحت رقابة أحزاب فاعلة داخل وخارج المنظومة البرلمانية. من هنا نتساءل ببساطة: هل الأحزاب العراقية معنية بإرساء مبدأ دولة المواطنة؟ وهل وصلت إلى مستوى أن تكون فاعلة داخل المجتمع؟. الحقيقة أننا لا نستطيع أن نحكم عند قراءة الحدث السياسي وما يحيط مؤسسة الدولة من إشكاليات معقدة تتشابك فيها الإرادات بين سلطة الأحزاب القوية وأدوارها داخل مؤسسات الدولة، وضعف سلطة الدولة المركزية...

الأحزاب السياسية في البلدان الديمقراطية، لديها مهمة أساسية: تمثيل المصالح الاجتماعية والسياسية للشعب لكي يتمكنوا مرشحيها من أداء هذه المهمة، يتمتعون بحقوق والتزامات محددة. ووفقا لأحكام "قانون الأحزاب" غير المتوفر في العراق أصلا، فإنها تعتبر من الجماعات المجتمعية التي تؤثر بشكل دائم أو لمدة محددة على صنع القرار السياسي وتمثيل الشعب تبعا للقواعد الفعلية العامة في "البرلمان". فيما يحظر "القانون" في الدولة المدنية "الأحزاب" التي لها أذرع مسلحة من المشاركة في الانتخابات، ويطالبها تقديم تعهد يتضمن مادة واضحة بذلك. وعليها بيان مواردها المالية قانونيا، كيف ومن أين؟ كذلك طبيعة عملها وأماكنها المحددة وعدد أعضائها. والأهم اعترافها بالقانون الأساسي "الدستور" للدولة والالتزام بمبادئه شرطا أساسيا...

وللمشاركة في تشكيل الإرادة السياسية للشعب، تتمحور أنشطة الأحزاب عادة حول، تأثيرها على تحريك الرأي العام وتشجيع المواطنين على العمل في الحياة السياسية وحرية إشراك القادرين منهم على تحمل المسؤولية العامة في الحكومة "الاتحادية" أو المحلية بالشكل الذي يساعد على نجاح عمل البرلمان والحكومة بيد أن مبدأ حرية تأسيس الأحزاب بالإضافة إلى حرية الحزب فيما يتعلق بأهدافه وبرنامجه ونشاط أعضائه في سياق العمل الحزبي، لا يمكن تبرير أعمال إجرامية ومنها الفساد المالي والإداري بحرية النشاط الحزبي. ويلزم القانون الأساسي، الحكومة بمعاملة جميع الأطراف على قدم المساواة، وتطبيق مبدأ التعامل بين الدولة والأحزاب الفاعلة -بحيادية- تامة. ويلزم أيضا، جميع السلطات، بمعاملة الأطراف من حيث المبدأ وفقا لأهمية الفرد أو الحزب ونزاهته بنفس الطريقة عند تقديم التسهيلات والخدمات الانتخابية أو الإدارية لضمان المنافسة العادلة بأحدث الأساليب المعروفة باسم "تكافؤ الفرص المتدرج"....

للخروج من مأزق السياسات الفاشلة وتبيان مصداقية مؤسسات الدولة، التشريعية والتنفيذية والقضائية، لتحقيق مطالب المجتمع العامة وأهمها السلم الأهلي، على رئيس الوزراء، إن كان جاد بتنفيذ شعاره بأنه "رجل أفعال وليس أقوالا" إن يمارس صلاحياته الدستورية، بعيدا عن التخندقات الحزبية لمعالجة الأزمات المتراكمة باتجاه التغيير السياسي الشامل!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram