TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > الهيكلة المتكاملة

الهيكلة المتكاملة

نشر في: 15 مايو, 2024: 09:55 م

ثامر الهيمص

يجري الحديث كثيرا عن الاصلاح في الاونة الاخيره وقبلها ، نظريا وعمليا , ومع ذلك البون واضحا بين البيدر والحقل ، ولابأس ان تكون البداية كذلك كمرحلة ، ولتكن قصيرة كلما تفاقم الامر ، لتدارك مخرجاتها التي ربما تأكل ما خزناه للسبع العجاف ، سيما بانحسار النفط او تذبذبه ، حسب معطيات التلوث التي لم تعد بعيدة ، كما حدد لها سقوف بين 2030 ---2050 .

حيث المفترض ان ندخل عراقيا بعصر الاقتصاد المستدام ، ومغادرة عصر الاقتصاد الريعي بتشوهاته السياسية والاجتماعية والثقافية .

فعتبة الباب للدخول هي اعادة هيكلة الادوات بما يتناسب مع المرحلة الانتقالية ، التي اختلط حابلها بنابلها في العقدين المنصرمين , لذلك ينبغي ان تكون عناصر العتبة الجديده ما يلي :

1.يجب ان تكون هنالك اهداف نهائية على المستوى الرسمي في التقارير والوثائق الرسمية .

2.يجب ان يعرف الهدف لجميع من يعنيه الامر ، ويكون مفهوم بصورة كافيه ووافية لهم .

3.يجب ان يكون اتفاق عام وشامل على الاهداف مابين جميع المدراء في المستويات التنظيمية المختلفة .

4.يجب ان تكون الاهداف قليلة ، كي يسهل وزنها وتقييمها ، فضلا عن ان تكون قابلة للقياس ، مثل نسبة العائد على الاستثمار ، ايرادات المبيعات ، ربحية الانتاج ، معدل رضا الزبون . الحصة السوقية .(أ.د سعد علي العنزي / نظرية المنظمة والسلوك التنظيمي / 414/2016) .

لدينا ثلاثة ظواهر برزت عمليا بعد 2003 , تتمييز بسعتها افقيا وعمليا , اي تعني غالبية المجتمع العراقي وعلى تماس مباشر بكافة الشرائح , فلتكن نموذجا يحتذى بها لهيكلتها الايجابية المتكاملة كمدخل لتنمية مستدامة تتظافر فيها الادارة العامة مع الادارات الخاصة وفق المبادئ اعلاه وحسبما يلي :

اولا ــ منافذ الصيرفة : والمقصود بها المنافذ التي تصرف رواتب المتقاعدين والرعاية الاجتماعية , فالمصرف الرسمي

لا يستوفي مقابل الصرف اي مبلغ عن هذه الخدمة , في حين يستوفي المنفذ 3000 دينار عن كل مليون وهكذا تسري النسبة صعودا ونزولا , هذا التقاطع او التنافس غير مفهوم في اطار التكامل ’ بما يمثل او يعبر عن شراكة القطاعين في تسويق هذه الخدمة اولا ’ رغم ان المصرف الحكومي هو مرجعية راعية وموجهه للمنفذ , وفي ظل هذا الواقع , ليقوم المصرف الحكومي بدور قيادي متحكم ليصب في الهدف المركزي بعيدا عن التفاصيل والشياطين , ولكن بعد ان ينتظم اصحاب المنافذ بنقابة لهم ولمنتسبيهم ليشكلوا صندوقا تقاعديا محترم لهم , يضمن من خلاله الكثير من تطلعات المعنين الشرعية اسوة ببقية الصناديق كصندوق تقاعد المحامين وغيرهم .

لا يفوتنا ان نتوقع ان تكون المنافذ المنتشرة ان تشكل بنية تحتية لشبابيك الصرف لبطاقات رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص , اما نقابتهم او جمعيتهم ستشكل لوبي وطني عابر للهويات الفرعية وعامل اساس لوحدة وطنية طالما عانينا من تشرذماتها . كما ان هذه المنظمة ستصبح فاعلة اكثر بعد تشريع قانون لها يضمن مرجعيتها للدولة التي تدير عملها من خلال الدستور والقانون .

ثانيا ــ عالم المولدات : في الافق المنظور وبعد اكتمال مشروع الاكتفاء الذاتي من الغاز المستورد والمشتقات الاخرى , يمكن الان ان نخطط على الاقل لعشرة او خمسة اعوام لهيكلة عالم المولدات , اذ انها بديل رغم الانوف في الافق المنظور , اذ لدينا اكثر من نصف مليون بين من يدورون في فلك المولدة من العامل الى مجهز الديزل الى صاحب المولدة والحبل على الجرار ديموغرافيا .

اذن لا بد من نقابة لهؤلاء وتقاعد بصندوق كغيرهم ’ لنضمن اطمئنانهم بدلا من الاعيب البعض سواء مع الوطنية او مع الزبائن , ربما سيعترض البعض ان الفترة التي ستتوارى بها خدمة المولدة سواء بانجاز مشروع الغاز او التكامل العربي , نعم انشاء الله تكون قصيرة ’ لنقول انهم يمكن شراء السنين الباقية بعد الانتفاء او اضافة خدمات مبتورة مضمونة او تقاعدية ’ لان الضمان والتقاعد باتا عامل استقرار اجتماعي اساس , وهذا افضل بالتأكيد من يتحولو لمجرد متلقي اعانات عينية او نقدية . كما ان مرحلة الانتفاء والاستغناء عن خدمات هذه الشريحة التي يمكن ان تتواصل خدماتهم كفنيين في مجالات متعدده في ظل ديناميكة التنمية المستدامة وطريق التنمية الواعد , اضافة لما يقدمه صندوقهم التقاعدي من خدمات لهم , وكعامل استقرار فردي واجتماعي , وان تقاطع معلومات الصناديق ستحسم مسألة ارقت الساسة المخلصين وهي ازمة الفضائيين .

ثالثا ــ وكلاء النت : هذه الشريحة دخل نشاطها جميع البيوت العراقية , وحسب مرجعياتها الاجنبية والعراقية المعروفة , ايضا هذه الشريحة حديثة عهد لها كلفتها الثابته ككلفة المولدة , ولككنها لا تتأثر بالمناخ والحمد لله , فهؤلاء لا يستهان بهم عددا ودورا في الحياة الاجتماعية , ايضا يحتاجون لنقابة وقانون وتنظيم علاقة مع المرجعيات الرسمية ’ على الاقل في مجال الامن السبراني وطبيعة العلاقة مع الجهات ذات العلاقة فنيا واداريا , فهم لديهم عمالة ماهرة قياسا لزملائهم في المنافذ والمولدات ’ وطالما كان طلبة المعاهد والكليات ذات العلاقة بهذا الميدان , ولا يفوتنا علاقتهم بالجهات ذات العلاقة من غير الدائرة الرسمية ’ اضافة للمد الجديد للكيبلات الارضية وما يخللها من تداخلات واضافات , اي انهم بمسيس العلاقة بالنية التحتية الالكترونية العراقية .

من خلال ماتقدم نستطيع القول ان هذه الكيانات الثلاث لها دور اجتماعي اقتصادي خطير , وهو اجتماعيا تنافس المكونات السيلسية من حيث النفوذ اذا ما استقامت امورها من حيث التقاعد وصناديقها ونقابتها غير المسيسة ستلعب على شكل لوبيات محترمة ظاغطة , كاشفة للكثير من الزوايا المظلمة سواء في الادارة او المجتمع وطبيعة العلاقات التي افرزتها عجاف السنيين .

كما ان صناديق هذه الشرائح الثلاثة سترفع عن كاهل الحكومة المترهلة عبئ كثير من مما افرزه الفساد من تقاليد ادارية بيروقراطية ’ فعندما تواجه الادارة نقابة ليس كما تواجه افراد لا يربطهم غير الاسم , وهذه الصناديق يمكن ان تقوم لها مشاريع تشغل عمالتهم سواء بعد الانتفاء لاي سبب اواي تقليص , اضافة للضمان الصحي ومخاطر العمل .

قد يسأل سائل , وماذا بشأن شرائح ما بعد وما قيل ’ نعم مثلا وبعد ان جف ضرع النفط كما هيمنت علية الموازنة التشغيلية التي تنهش الان في الموازنة الاستثمارية ’ والتي ايضا ينهشها العجز المزمن ، لنصبح مستدينين الان 300 دولار لا تشكل واحد بالالف من فساد سنة من العجاف الماضيات ، او في حقل الكهرباء الوطنية .

فلدينا ما نقوم به للملمة الفوضى ما يكفي لسد ثغرات كثيرة في اقامة صناديق تقاعد لسواق التكسي والتكتك ، من خلال نقابات لهم واشتراكات ضمان وهكذا لفلاحي المرشات وصائدي الاسماك وعمال الثروة الحيوانية الخ .

فالنفط مرهون للترهل للامد المنظور والكبريت والفوسفات للجيل القادم مع طريق التنمية الذي لا نتوقع له النجاح بدون هيكلة متكاملة خالية من شوائب التاريخ والجغرافية ، وهذه طبيعة الامور .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram